في مثل هذا الوقت من شهر رمضان في كلّ عام – ومع اقتراب عيد الفطر المبارك – يقبل أهالي عاصمة الجنوب على شراء الحوت المالح لاستهلاكه يوم العيد مع أكلة الشّرمولة – وهي عادة توارثها الصفاقسية عن الأجداد القدامى. ورغم الارتفاع الملحوظ في أسعار الحوت من سنة لأخرى تبقى العائلات الصفاقسية وفيّة لهذه العادة. موسم شراء الحوت المالح أو الحوت الطّازج وتمليحه انطلق منذ أيّام... لكنّ الشّيء الملفت للانتباه هو عدم وجود إقبال كبير إلى غاية نهار اليوم الأربعاء على شراء الأسماك المملّحة أو المعدّة للتّمليح من قبل أهالي عاصمة الجنوب ويبدو أنّ إجراءات الحجر الصحّي الشّامل ألقت بظلالها على المقدرة الشّرائية لعديد العائلات والأفراد إضافة كذلك إلى الارتفاع الجنوني في أسعار الحوت. العديد من المواطنين لم يخفوا تذمّرهم من غلاء أسعار الحوت المالح أو المعدّ للتّمليح هذه السّنة وخاصّة حوت "الباكالاو" المملّح المستورد والذي سجّلت أسعاره زيادة ﺒ25 بالمائة تقريبا – الشّيء الذي يؤكّد جنوح بعض المورّدين لاستغلال مثل هذه الفرص لجني أموال طائلة من خلال استغلال المواطن. محمّد كمّون