هي جرثومة صغيرة صغيرة بحيث لا تراها العين، ولا يحس المصاب بوطأتها الا حين تظهر عليه أعراضها، انهاكاً وشعوراً بالضيق، واندفاعاً متكرراً إلى الحمام عله يخرجها من مكمنها ويبصقها متحرراً من مخاطرها التي لم يتحسب لها. هي جرثومة صغيرة ولكنها أقوى من الانسان الذي تصيب، رجلاً كان ام امرأة.. والحمد لله أن اعداد المصابين من الفتية والأطفال قليلة جداً، إن لم تكن معدومة. (لكأنها أعظم انسانية من قتلة الاطفال في الحروب، اهلية كانت ام دولية). هي جرثومة صغيرة، ولكنها بفعلها المدمر تتجاوز القنبلة الذرية، خصوصا وانها لا تعترف بالحدود بين الدول فتتوقف عندها، او بين القوميات فتحابي بعضها ضد البعض الآخر، ولا امام جنس المستهدف ذكراً كان ام انثى، وان كانت قد ضربت من الرجال اضعاف ما ضربت من النساء، متحاشية حتى اللحظة صبايا الورد وفتية الهوى المنشود. هي جرثومة بلا اجنحة، لا تستخدم الطائرات وسائر وسائل النقل، لكنها تمكنت من اجتياح العالم كله، بشرقه (الصين واليابان وما حولهما) والغرب (بإسبانيا وايطاليا وسويسرا والسويد الخ) والاميركيتين (الولاياتالمتحدة وكندا ثم البرازيل والارجنتين وسائر الدول في ذلك الجنوب الذي يحجر عليه الرئيس الشمالي، دونالد ترامب)، ما عدا كوبا التي ترعاها روح فيديل كاسترو وشهيد الإنسانية تشي غيفارا. العالم صغير، كما اثبت وباء كورونا في انتشار جرثومته الأسرع من الصوت في جهاته الاربع، مخترقة حدود الدول المعززة بالجيوش المدرعة والقوات المقاتلة، بالدبابات والطائرات الحربية الاسرع من الصوت، بالمدفعية التي تهدم الحدود المحصنة بالرادارات والعيون الساهرة والمناظير التي تخترق الغيم. العالم كبير بإنسانه الذي لا يعرف الاستسلام ويقاتل من أن يعرف اكثر عن الكون واسباب الحياة والموت، واسباب الامراض وطرق الشفاء منها ولكن، من باب التحوط وحماية الذات: اعقلها وتوكل. احجر نفسك لتحمي عائلتك ومحيطك والا هزمتك هذه الجرثومة التي لا تراها ولا تحب أن تراها.. ولتكن لك السلامة.