تفاصيل جديدة كشفها، أبو حمزة التونسي المنشق عن داعش لأخبار قناة "الآن" في تونس، اختصرها بالقول "إن معظم عمليات التعذيب تؤدي إلى القتل". تعذيب يشمل قطع أجزاء من الجسم واستخدام مستمر للكهرباء حتى وفاة من يتم تعذيبه. وقال أبو حمزة "كان في تعذيبي نوع من الشفقة لأنني كنت أقاتل معهم وأؤدي الخِدماتِ المطلوبة مني، وأستخدم سلاحي دائما، ودوري فعال. الخلافُ كان بسيطا، فلم أكن واعيًا في ذلك الوقت، فقد كنت أتناول الحشيش والمخدرات، وكنت أطلق بعض الشتائم لذلك عذبوني بتعليقي كما يعلق الجزار الخروف أو الذبيحة لمدة ساعةٍ واحدة." وأضاف أبو حمزة : "معظم التعذيب الذي يستخدمونه قاتل، أعظم العذاب يكون قاتلا، أحيانا كانوا يقطعون العضو الذكري لمن يعذبونه، يقطعون اليد، ويصعقونه بالكهرباء من رجليه إلى يديه حتى يفارق الحياة، وبعد أن يموت يشوهونه تماما بالأدوات الحادة والسكاكين ويضعونه في مكان علني." أبو حمزةَ التونسيُّ منشقٌ عن داعش، عاش مع أفراد هذا التنظيمِ مدةً من الزمن، ويعيشُ الآنَ على ذكرى وحشيتِهم، كشف تجرِبةً قاسيةً معَهم، تفاصيلُ آلمتْهُ. وقال أبو حمزة : "الذي آلمني أننا لم يكن لدينا في سوريا قضيةٌ نحاربُ من أجلها، ولا نعلمُ أسبابَ ذلك، من كنا نعذبهم ونقتلهم مظلومون وأكثر موقف آلمني عندما كنت في داعش هو قتل مائة وثمانية وعشرين شخصًا، وهم مسلمون يقولون لا اله إلا الله، يقتلونهم ويحرقونهم، تلك الصورة لا تفارق مخيلتي، ما هو ذنبهم ؟ لا أعرف!". وسْطَ هذه الحَيرةِ يحاولُ أبو حمزةَ اليومَ العودةَ إلى حياتِه، ولكنَّه كما أكد في تصريحاته "يُمضي وقتَه باكيا، سارقًا، منغلقًا، عنيفًا وسكِّيرًا» وقال : «أصبحت غريبا بين أهلي أصبحت معقدا". وأضاف : "لا توجد مقارنة بين ما كنت عليه من قبل، ووضعي مع داعش، هناك اختلاف كبير، فالناس الذين عشت معهم، وكبرت معهم لا أستطيع التواصلَ معهم الآن بعدما هربت من داعش، أصبحت معقداً، اشتري صُندوقًا من الخمر وأشرب كثيرًا، وأبكي، لا أستطيع التحدث، لا استطيع التعامل مع الناس، وقليلا ما ارتاح للناس وأثق بهم، حتى الذي وظفني لا يثقُ بي ومن شاركني رحلتي في داعش وهربَ مثلي شطَبني من حياته ليشطبَ ذكرياتِه المؤلمةَ ..فمن يعرفُ حقيقتي يخافُ مني».. وقال أبو حمزة : «وثقت بشخص، وساعدني كثيرًا، وخلال مدة وظفني عنده، لكنني أعلم بأنه لا يثق بي، ولا يرتاح لوجودي، وأنه ينظر إلي نظرة تختلف عن نظرته إلى سائر الناس لأنه يعلم بقصتي. التقيت بعض الأصدقاء الذين تركوا داعش ، ومنهم صديق جدَّد منزله، لكن إخوته حذروني من المرور في الشارع الذي يقيمون فيه، وطالبوني بنسيان أخيهم، وأنني كنت أعرفه من قبل. كثير بقوا هناك عندما هربت بقوا هناك.» ويستنتج أبو حمزة قائلا «داعش قلبتْ حياتي ومن قتلناهم مظلومون، المدة التي عشت فيها مع داعش قلبت حياتي كلها، وجعلتني عاجزًا عن العمل والتواصلِ مع الناس، والتفاهمِ معهم، أتمنى أن أعمل من دون الوقوع في أي خطأ كارثي أو إثارة المشكلات، لا أحب أن أكون في موقف محرج.»