أفاد مصدر دبلوماسي غربي أنَّ جهودًا حثيثة يبذلها المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة الليبية، تتمحور حول العمل الجاد لوقف إطلاق النار بين المتقاتلين، وجلوس كل الأطراف على طاولة الحوار، ودعم قرار مجلس النواب الليبي في هذا الاتجاه. وقال المصدر لموقع «بوابة الوسط» إنَّ الدول المؤثِّرة في المجتمع الدولي ستُمارس ضغوطًا شديدة على الأطراف المتقاتلة، من أجل وضع حد للاقتتال، وستقوم الأمم المتَّحدة بدور أساسي في إيجاد آلية لحلحلة الأمور على الأرض، من خلال تكثيف الاتصال مع جميع الأطراف ورعاية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو الحل. ولم يستبعد الدبلوماسي الغربي ممارسة ضغط دولي «شديد وفعّال» حسب اعتقاده دون أنْ يوضّح نوعية هذا الضغط، لإجبار معارضي الحل السياسي على الانخراط في العملية السياسي ونبذ استخدام السلاح. في هذا الوقت أكَّدت مصادر حقوقية ليبية ودولية على أن مسألة ملاحقة المتورّطين في جرائم الحرب، وترويع المدنيين والاعتداء على مرافق الدولة الليبية ستفعّل، وأن قائمة مبدئية تضم شريحتين من هؤلاء قد أوشكت على الاكتمال، وتتضمَّن القائمة الأولى الأشخاص «الأكثر خطورةً»، بينما تشمل القائمة الثانية «أسماء أشخاص مرشحين للانخراط في الحل السياسي». وقال موقع «بوابة الوسط» أنه حصل على مسودة القائمة التي تضم مسؤولاً رفيعًا في إحدى الوزارات السيادية الليبية، ورؤساء تشكيلات مسلّحة، وشخصيات أعلنت عن نفسها في أحداث طرابلس وبنغازي الأخيرتين من خلال صور وأشرطة فيديو، تناقلتها عدة المواقع على شبكة الإنترنت، وتضم أيضًا سفيرين ليبيين في دولتين عربيتين إحداهما خليجية. وكشف الدبلوماسي الغربي المطلع عن وجود توجه يحظى بتأييد مهم من الدول المؤثّرة، بإدراج جماعة ليبية محسوبة على «الإسلام السياسي» اتهمت كثيرًا بتغلغلها في مفاصل الدولة الليبية ضمن قائمة المنظّمات الإرهابية، مع تحذير كل مَن يتعامل مع هذه الجماعة وحزبها الذي تتَّخذ منه واجهة للعمل السياسي، وتضم هذه الجماعة قياديين ممن عرفوا بالعائدين من أفغانستان. وفي تحليله للأزمة الحالية في ليبيا وما أدَّت إليه من اقتتال في العاصمة طرابلس، يرى الدبلوماسي أنَّ هناك طرفًا سياسيًا يعمل على جر الأزمة إلى منطقة الجهوية خدمة لمشروعه السياسي والأيديولوجي، وإنه يخشى من أن ينجح هذا الطرف في تحويل مدينة مهمة خاضت معركة ضارية ضد نظام القذافي، وساهمت في هزيمته إلى حليف وحاضنة للإرهابيين والإرهاب في ليبيا، مما سيؤدي إلى ضرر جسيم للمدينة وأهلها وقياداتها. وفي السياق نفسه، يعتبر الدبلوماسي أنَّ وفد الأممالمتحدة، الذي يتحرَّك في ليبيا الآن، ربما يقود هو الفرصة الأخيرة للمجموعة المتورِّطة في الأحداث الأخيرة.