عقد اليوم الإثنين المرصد الوطني لمقاومة الإرهاب والجريمة المنظمة بمعية الهيئة الوطنية للمحامين ندوة صحفية بدار المحامي. وتحدّث كل من عميد المحامين الفاضل محفوظ ورئيس المرصد ورئيسة جمعية المحامين الشبان ورئيس جمعية اغاثة التونسيين بالخارج والجمعية التونسية لمكافحة التطرف والإقصاء عن ظاهرة الإرهاب بتونس وظروف بروزها وأسباب استفحالها مما دفع بهم الى بعث هذا المرصد، حسب رأيهم. وأشاروا إلى أنّّ المرصد قد قام بوضع برنامج مفصل ودقيق لمجابهة الجريمة المنظمة بجميع أشكالها ودعم جهود الوقاية منها وتسيير كشف مصادرها وطرق عملها لضمان تتبع مرتكبيها قصد عليها وتجفيف منابعها من خلال التصدي لمصادر تمويلها. وأضافوا أنهم سيطرحون برنامجهم على الحكومة والمتمثل في تركيز جهاز استخبارات مستقل عن الإدارة المعنية، مهمته تجميع المعلومات المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية والخلايا النائمة لتسهيل سبل القضاء عليها وتحديد مصادر تمويلها وتجفيف منابعها والتحكم في التغطية الإعلامية من خلال فرض الإنضباط على وسائل الإعلام في تعاطيها مع الأحداث الإرهابية ومزيد مراقبة الجمعيات ودور العبادة ودور الثقافة ودور الرياضة، واقامة هيئة مختصة في مراقبة الجمعيات ومصادر تمويلها. وتنظيم عمليات التبرعات للجمعيات الخيرية ووضع ضوابط لمزيد احترام مبدأ الشفافية في تمويل الجمعيات والتأكيد على ضرورة دعم احياء المهرجانات والأنشطة الثقافية والتظاهرات الفنية، وتركيز مفهوم "المواطنة" لدى الناشئة من خلال تكثيف الأنشطة التوعوية بالمدارس والمعاهد والكليات، والحرص على ترسيخ مفهوم الدولة المدنية لديهم وحثهم على احترام دولة القانون والمؤسسات ومراجعة التنقيحات الأخيرة المتعلقة بالتبسيط غير المقصود لعمليات تبييض الأموال انطلاقا من تاريخ 23 أكتوبر 2011 والترويج لثقافة السلام والعدالة الإجتماعية والتنمية البشرية والتسامح الديني والطائفي والإثني. قاض شرعي كان في "داعش" ... ومن جهته، صرّح رئيس جمعية اغاثة التونسيين بالخارج باديس الكوباكجي خلال الندوة أن هناك قاض شرعي كان ينتمي إلى ما يعرف بتنظيم "داعش" وعاد الى تونس حيث تم ايقافه وهو الآن رهن التحقيق. وأضاف في حديث لل"الصباح نيوز" وعدد من وسائل الإعلام على هامش الندوة الصحفية أنه لا بد من الإحاطة بالأشخاص العائدين من القتال في سوريا والذين تم التغرير بهم والإحاطة أيضا بعائلاتهم. وعن مصادر تمويل الإرهاب، قال أن هناك العديد من التمويلات التي تقدر بالمليارات للإرهابيين من بعض الجمعيات التي تعمل تحت غطاء جمعيات خيرية. وأشار الكوباكجي أن غسيل الأموال والجريمة المنظمة هما المرتع للإرهاب والبيئة التي ترعرع فيها. 3 جمعيات تونسية تدعم الإرهاب أمّا رئيس المرصد الوطني لمقاومة الإرهاب والجريمة المنظمة حاتم اليحياوي فقال في تصريح إعلامي على هامش انعقاد الندوة الصحفية أن المرصد يضمّ ثلاث جمعيات بالإضافة إلى عدد من الخبراء والأمنيين والمحامين كمتطوعين، مضيفا : " محاربة الإرهاب لا يمكن أن تكون ذات صبغة أمنية فقط بل لا بد أن يكون هناك عمل شامل" ومن جهة أخرى، أشار نائب رئيس المرصد الوطني لمقاومة الإرهاب والجريمة المنظمة كمال العجوز في تصريح لل"الصباح نيوز" أن جمعيات داخلية وخارجية تدعم الإرهاب وأنه ثبت لدى المرصد وجود ثلاث جمعيات تونسية تدعم الإرهاب وسيتم الإعلان عنها لاحقا. وبخصوص "القاضي الشرعي "الذي كان في تنظيم داعش، قال انه حكم على أشخاص بالإعدام والجلد وقطع رؤوسهم وظهر في عديد الفضائيات كما أنه دخل الى تونس مؤخرا وقد تم ايقافه وهو الآن رهن التحقيق. وأضاف محدثنا أن الإشكال يكمن في أنّ الأشخاص التي انتمت إلى تلك التنظيمات وعادت من سوريا تمثّل بُؤرا مدعّمة للإرهاب ولا بد من التصدّي لهم.