القى اليوم رئيس الحكومة مهدي جمعة كلمة خلال افتتاح مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لأفريقيا. وحسب بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة فقد اعلن مهدي جمعة عن جملة من الاجراءات لفائدة صغار الفلاحين. وجاءت كلمة مهدي جمعة كما يلي: "أرحّب بأصحاب المعالي وزراء الزراعة الأفارقة وأصحاب السعادة وبجميع أعضاء الوفود المشاركة في هذه الدورة 28 للمؤتمر الإقليمي لإفريقيا لمنظّمة الأمم المتّحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، شاكراً لهم تلبية الدعوة، ومتمنياً لهم طيب الإقامة في تونس. أفتتح بعون الله تعالى، افتتاح أشغال هذا المؤتمر وأودّ بهذه المناسبة، أن أحيي الجهود المستمرة التي تبذلها منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، وعلى رأسها الدكتور josé graziano da silva، بغاية مساعدة الأمم لتوفير الغذاء بتطوير الزراعة نوعا وكما. وإن مؤتمركم هذا يمثل فرصة متميزة للوقوف على آخر مستجدات الوضع الغذائي في افريقيا وتشخيص التحديات والإشكالات الواجب معالجتها بغية تدعيم الأمن الغذائي في بُلداننا. وإن المواضيع التي سيتم تدارسها تبرز الأهمية التي توليها منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة إلى المسائل الإستراتيجية التي ستحدد مستقبل فلاحتنا على غرار المراهنة على الشباب الذي يمثّل الركيزة الأساسية لمجتمعاتنا لضمان استدامة إنتاج زراعتنا وتطويرها في العقود المقبلة وهو ما يتطلبُ منّا مزيد الاهتمام بهذه الشريحة وتوفير الحوافز والظروف الملائمة لها لتعاطي الزراعة والاستثمار فيها. وبهدف تعصير الفلاحة وتشجيع الشباب على الاستثمار فيها، تمّ اقرار جملة من الحوافز لفائدة الباعثين الجدد وذلك ب: -إقرار إمكانية حصول الشبان والمهندسين على قروض عقارية بشروط ميسّرة لاقتناء أراضي فلاحية خاصة بهدف استغلالها وتنميتها. - تمكين الفلاحين الشبان وأبناء الفلاحين والفنيين الفلاحيين خاصة منهم أصحاب شهائد التعليم العالي الفلاحي من كِرَاء مقاسم فلاحية تابعة للدولة للاستثمار فيها وإحيائها. -وضع خطة لبعث محاضن في مؤسسات التعليم العالي الفلاحي لتكون فضاء لإيواء حاملي أفكار المشاريع ومرافقتهم من فكرة المشروع إلى فترة إنجازه بما يمكن من خلق جيل جديد من الباعثين الشبان. وإنّ مُصالحة الشباب مع الزراعة تستدعي، في تقديرنَا، تحسين الظروف المعيشية في المناطق الريفية ومزيد تبسيط إجراءات بعث المؤسسات والتقليص من التراخيص الإدارية وتطوير خدمات هياكل المساندة. حضرات السيدات والسادة، على غرار بعض البلدان الإفريقية، تبقى الفلاحة في تونس بالأساس فلاحة صغرى يغلب عليها الطابع العائلي حيث تُمثِّل المستغلات التي تقِلُّ مساحتها عن 20 هكتار والتي يبلغُ عددها 408 ألف مستغلّة أيّ ما يمثل 87% من مجموع المستغلات الفلاحية. وبالنظر إلى الدور الهام الذي تلعبه هذه الفلاحة على مستوى توفير الغذاء لعدد هام من المتساكنين والمساهمة في خلق مورد الرزق وتنمية المناطق الريفية، فقد تمّ العمل على: - تأمين الإحاطة الضرورية بالمنتجين العاملين فيها وتمكينهم من الحصول على التمويلات اللازمة بشروط تفاضلية تراعي خصوصياتهم. - إفراد هذا النشاط بسياسات تنموية ملائمة للنهوض بصغار الفلاحين غير القادرين على مواكبة التحولات الاقتصادية العالمية وما سينجر عنها من منافسة. - تطوير مسالك ترويج منتوج صغار الفلاحين عبر الشركات التعاونية للخدمات الفلاحية التي تُساعدهم في مجال التزويد والتسويق في الداخل والخارج. حضرات السيدات والسادة،إن معالجة النقائص التي تشل تطوير فلاحتنا على غرار ضعف المردودية وقلة التحكم في تقنيات الإنتاج ومحدودية الاستثمارات في القطاعات المجددة، تستدعي منا رسم إستراتيجيات وطنية محكمة وإقامة تعاون وثيق في مجال تبادل الخبرات والتجارب وتطوير الاستثمارات بين بلداننا. هذا بالإضافة إلى العمل على ترشيد وإحكام استغلال الموارد الطبيعية لضمان استدامتها وبقائها للأجيال القادمة. إنّ تناول مؤتمركم لموضوع وضعية الأغذية والزراعة في البلدان الإفريقية في مرحلة بلغت أسعار الحبوب فيها مستويات قياسية ، إنّما يدلّ على نظرة مُتبصّرة من قبل المنظّمة للمشاكل الحقيقية لفلاحتنا والتي تستدعي تجنيد طاقاتنا لها. وإنّ إقرار الاتحاد الإفريقي سنة 2014 كسنة الزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا يؤكّد الأهمية التي يوليها القادة الأفارقة لتطوير السياسات الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي وتدعيمه في منطقتنا. ضيوف تونس الأفاضل، إن ثقتي كبيرة في أن مساهمات المشاركين في أشغال مؤتمركم وآراءهم ومقترحاتهم ستشكل أرضية صلبة ومنطلقا عمليا لرفع التحديات التي تواجه فلاحتنا وكسب رهاناتها. وإننا نعوّل على توصياتكم بخصوص برنامج العمل للسنوات القادمة التي ستمثّل ورقة الطريق لمزيد تفعيل دور منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة وتطوير أداءها في المستقبل. واسمحوا لي في الختام أن أعلنَ رسمياً عن افتتاح هذا المؤتمر مجدّدا شكري وتقديري لكل المشرفين على تنظيمه وإدارته ومتمنيا لكم التوفيق والنجاح في أعمالكم"