على اثر ما جرى امس في الجلسة العامة من ممارسات ضدهم وصلت حتى طرد نائبين من القاعة من قبل رئيس المجلس مصطفى بن جعفر ...التقى نواب العريضة الشعبية في المجلس التأسيسي صباح اليوم حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وقال اسكندر بوعلاق نائب العريضة الذي تم "طرده" أمس من الجلسة صحبة النائب أيمن الزواغي لوسائل الإعلام أن حسين العباسي عبر عن مساندة الاتحاد لنواب العريضة. كما أضاف بوعلاق أنّ نوّاب العريضة سيضعون شارة حمراء وسيعتصمون لمدة ساعة يوميا داخل المجلس التأسيسي. وبيّن النائب بالمجلس أن العريضة الشعبية ترفض التصعيد لكن من حقها معارضة الحكومة ومناقشة قرارتها. تعرّض العريضة لمظلمة من جهته شدّد ابراهيم القصاص نائب العريضة الشعبية في المجلس الوطني التأسيسي خلال اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" على ان ما "تعرّضت له كتلته أمس مظلمة وتكميم أفواه وهذا لا علاقة له بمفهوم الديمقراطية الجديد بعد الثورة'. وقال القصاص أنّ "الكتلة لا تقبل بتاتا بطرد زملائها النوّاب من قاعة المجلس مثلما يطرد مدير المدرسة التلاميذ". وأضاف القصاص أنّ على بن جعفر أن يكون حياديا و أن لا يقع "استثناء أو حقرة أو تكميم أفواه " داخل المجلس. وأبرز القصاص " ضرورة مناقشة النوّاب لمشاكل الشعب وتحقيق أهداف الثورة فالملف الذي تمّ مناقشته حول شهداء و جرحى الثورة أمس الإثنين داخل قاعة المجلس الوطني التأسيسي كان مهم جدّا". كما قال القصاص أنّ "العريضة لا تقبل بتأخير هذا الملف أكثر مما مضى وأن لا تتعطّل مداواة جراح أبناء الوطن بدعوة أنّ البعض ليس جريح ثورة فالمجروح هو تونسي أولا وأخيرا يتمّ مداواته ثمّ محاسبته". ودعا القصاص " زملاءه في كتلة الأغلبية أن يبتعدوا عن تسييس النشيد الوطني" كما " دعا بن جعفر للعدل فعلى الذي يرأس المجلس ان يحترم حرمة مجلس هو ملك للتونسيين ولنوّاب الشعب". تعدّي بن جعفر لصلاحياته من جهته، أكّد عصام الشابي نائب عن الكتلة الديموقراطية في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" تعرّض نائبي كتلة العريضة أيمن الزواغي واسكندر بوعلاق إلى مظلمة مزدوجة. ويرى الشابي أنّ المظلمة الأولى كانت عندما قاطع نوّاب حركة النهضة لنائب عن العريضة ورفض رئيس المجلس إكمال النائب لمداخلته وهذا يعتبر "تعدّيا على حقّ النائب في التعبير الحرّ عن رأيه واستكمال مداخلته". كما أضاف أنّ " المظلمة الثانية كانت عندما "تعدّى بن جعفر كلّ صلاحياته وأمر النائبين بمغادرة القاعة" وهذا ما يعتبره الشابي "أمر على غاية من الخطورة ويتجاوز النائبين إلى كامل أعضاء المجلس التأسيسي". وأكّد الشابي أنّ "بن جعفر قد انزلق في منحى تسلّطي" خاصة وأنّ النظام الداخلي للمجلس يتحدّث في بابه السادس و في الفصل 100 أنّ الإجراءات المتبعة عند الإخلال بنظام الجلسة العامّة تتمثل في 3 إجراءات كالآتي: أوّلا: التنبيه وإعلام النائب الذي أخلّ بالنظام في الجلسة العامّة. ثانيا: إذا استمرّ الحال يتمّ استدعاء النائب لمكتب رئيس المجلس. ثالثا: سحب الكلمة من النائب طوال الجلسة العامّة. وقال الشابي أنّ " هذا الفصل لا يتطرّق إلى أيّ إجراء آخر وهذا سبب حتّم عليّ أخذ الكلمة في جلسة بعد الظهر " للفت انتباه بن جعفر إلى الخروقات التي قام بها وتذكيره بمقتضيات الفصل 100 " ثمّ "طلب من بن جعفر إدراك خطئه بدعوة نوّاب كتلة العريضة إلى قاعة المجلس بعد مغادرتهم الجلسة احتجاجا على تصرّفات رئيس الجلسة". وأبرز الشابي استغرابه من موقف رئاسة المجلس إثر إصدارها بلاغ يصرّ فيه بن جعفر على موقفه محاولا تبرير ذلك بما نصّ عليه الفصل 101 من النظام الداخلي الذي يتعلّق بالحضور من غير النوّاب. وأكّد الشابي أنّ " هذا التبرير لا يخلو من أحد الاحتمالين فإمّا أن يكون بن جعفر غير ملم بالنظام الداخلي وكان عليه استشارة أهل الذكر من النوّاب أو أنّه قد حاول تطويع القانون بما لا يحتمل التأويل لتبرير خطئه السابق" كما أضاف أنّ " هذا بعيد كل البعد التقاليد الديمقراطية التي تفرض على الجميع التقيّد بالقانون نصّا وروحا". ودعا نائب الكتلة الديمقراطية رئيس المجلس الوطني التأسيسي إلى الاعتذار عن ما بدر منه وتصحيح هذا الخطأ ودعوة نوّاب الكتلة إلى الالتحاق بالجلسات العامّة المقبلة. كما دعا الشابي بن جعفر إلى "أن يكون على نفس المسافة مع كلّ الكتل النيابية وأن يدير الجلسات بما يقتضيه موقعه من حيادية واحترام لكافة النوّاب. النهضة تدعو إلى التهدئة أمّا حركة النهضة فقد عبّرت عن حرصها على التهدئة وتمكين كلّ النوّاب من الكلمة وإقامة حوار وطني حقيقي وتعدّدي. وأكّد صحبي عتيق نائب بالمجلس عن حركة النهضة أنّ " ما صدر عن نائب كتلة العريضة هو خروج عن الموضوع وتشويش للحوار فقد عمد لاستفزاز النهضة بإقحام رئيسها قصد التشويه ممّا وتّر المناخ داخل المجلس". وفي نفس السياق تحدّث عتيق لل " الصباح نيوز" في اتصال هاتفي عن حكمة بن جعفر وجدارته في تسيير المجلس. وأكّد عتيق أنّ " تعطيل العريضة لسير الجلسة اضطرّ بن جعفر إلى تطبيق القانون وإخراج النائبين من الجلسة وليس طردهما ". من جهته، دعا عتيق إلى " التهدئة وحسن سير الجلسات والتعامل باحترام متبادل بعيدا عن الاستفزاز والتوظيف السياسي " كما بيّن النائب احترام النهضة لحق الاختلاق وحرية التعبير.