قال محمد مفتاح رئيس اللجنة المركزية لجمع والتصرف في الهبات بوزارة الصحة إن الحجم الجملي للتبرعات العينية المجمعة في إطار مجابهة فيروس كورونا لا يغطي إلا نحو 30 بالمائة من حاجيات المستشفيات العمومية. وكشف في تصريح ل(وات) بأن الحاجيات الحقيقية للمستشفيات العمومية تفوق قيمتها 100 مليون دينار، بينما تمّ جمع حوالي 36 مليون دينار منذ ظهور جائحة فيروس كورونا ضمنها 7 مليون دينار في شكل هبات دولية. وقال إن "الهبات الوطنية والدولية هي مجهود يذكر فيشكر، لكن حاجيات المستشفيات أكبر بكثير مما تم جمعه حتى الآن"، معربا عن أمله في أن يتواصل المد التضامني من قبل المواطنين والشركات والمجتمع المدني. كما شدد على أهمية قيام الدولة بجهود أكبر لجمع الهبات من قبل المانحين الدوليين الذين انخرطوا منذ ظهور الفيروس في حملة تبرعات تجسدت في دعم مالي وفني ومساعدات في شكل تجهيزات ووسائل وقاية. وتعمل وزارة الصحة على تحقيق مخزون استراتيجي كاف من التبرعات الدولية من كمامات ووسائل وقاية لأعوان الصحة، إضافة إلى تلبية حاجيات قاعات الإنعاش من أجهزة تنفس وحقن الأوردة، بحسب مفتاح. وقال إن وزارة الصحة تلقت مؤخرا هبة من المنظمة العالمية "يونيسيف" تتمثل في 83 طن من وسائل ومستلزمات الوقاية الصحية سيتم تخصيص جزء منها لفائدة المخزون الاستراتيجي من كمامات والألبسة الطبية. وعرّج على تدهور البنية التحتية للمستشفيات وما تتطلبه من تمويلات ضخمة بهدف تطويرها، مشيرا إلى أن الحاجيات الحقيقة للمستشفيات العمومية تفوق 100 مليون دينار بقطع النظر عن حاجيات مجابهة كوفيد 19. وكشف بأن معدل ميزانيات الاستثمار في المستشفيات لم يتجاوز 80 مليون دينار خلال العشر سنوات الأخيرة، مضيفا أن إنجاز الاستثمارات يواجه أغلب الأحيان تعطيلا ولا تتعدى نسبة إنجازها 40 أو 50 بالمائة. وأرجع تعطل الاستثمارات في البنية التحتية في المستشفيات العمومية إلى أسباب عديدة كبطء الإجراءات في قانون الصفقات العمومية وعدم نجاعة الإدارة في الإنجاز بسبب ضعف التمويلات وغياب الحوكمة. وأكد بأن تطوير الاستثمار بالمستشفيات العمومية وتحسين نسق إنجازه يحتاج إلى خطة وطنية متكاملة لتطوير الهياكل العمومية للصحة ورفع الانتدابات خاصة بالاختصاصات الحياتية على غرار طب الإنعاش والتوليد. كما دعا إلى الاهتمام بصيانة التجهيزات داخل المستشفيات العمومية للقيام بدور فعال، مبينا أن بعضا من تلك التجهيزات تحتاج كل 10 أو 15 سنة إلى تجديد مستمر لكن بسبب نقص التمويلات تبقى على حالها. وكان مفتاح قد اعلن في تصريح سابق ل(وات) ان حجم التبرعات العينية التي وردت على لجنة الهبات والتبرعات بوزارة الصحة في اطار دعم جهود مكافحة فيروس كورونا، بعد 12 أسبوعا من انطلاقها، ما قيمتها أكثر من 35 مليون و800 ألف دينار متوقعا أن يبلغ حجم التبرعات 40 مليون دينار مع نهاية شهر جوان الحالي. وأوضح أن 90 بالمائة من التبرعات العينية الواردة على اللجنة يتم توجيهها للمستشفيات وتتمثل في تجهيزات ومستلزمات طبية ومنها مستلزمات انعاش وكشف وتجهيزات بيولوجية موجهة للمخابر، في حين تم الاحتفاظ ب 10 بالمائة تتعلق بوسائل الوقاية والحماية الفردية للأعوان، ضمن المخزون الاستراتيجي في انتظار تدعيمه تدريجيا في اطار الاستعداد لمجابهة موجة ثانية من كوفيد 19 قد تبدا في الخريف القادم. يذكر أن أعوان الصحة العمومية قد نفذوا أمس إضرابا عاما قطاعيا لمطالبة بإقرار الخصوصية القطاعية وسحب الفصل الثاني من قانون الوظيفة العمومية عليهم وتحسين ظروف العمل بالمستشفيات العمومية.