كنّا نشرنا اليوم الجمعة مقالا ذكر فيه النائب في المجلس التأسيسي أزاد بادي أنّ رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي استمال الأطراف التي أمضت على لائحة إعفائه على حساب الدستور، وذلك في إشارة للوفد النيابي الذي التقاه رئيس الجمهورية أمس الخميس. وفي هذا السياق، أصدرت رئاسة الجمهورية بلاغا تلقت "الصباح نيوز" نسخة منها، في ما يلي نصّه : يهم رئاسة الجمهورية أن توضح أن استقبال رئيس الجمهورية وفدا من نواب المجلس التأسيسي يتنزل في إطار دوره كرئيس للجمهورية وأن ارئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم الرئاسة هما المخولان دون غيرهما للتعبير عن المواقف الرسمية للمؤسسة. إن رئاسة الجمهورية التي لم تتلق إلى حد الآن النسخة الرسمية من الدستور تسعى من أجل صياغة موقفها من المسودة الثالثة إلى الاستماع إلى كل الأطراف وخاصة خبراء الدستور والعائلات السياسية والفكرية الممثلة داخل المجلس خصوصا وفي المجتمع عموما. ومن هذا المنطلق فإن رئيس الجمهورية منفتح على كل الحساسيات إزاء هذا الموضوع وغيره من المواضيع وسيقوم باستقبال كل من يرغب في تبليغ موقفه من مسودة الدستور باعتبار أن ذلك من صميم مهام رئاسة الجمهورية. كما يهم رئاسة الجمهورية أن توضح أنها لن تدخر أي جهد في سبيل تحقيق أكبر توافق ممكن حول مشروع الدستور قبل مناقشته في الجلسات العلنية، وهو نفس ما قامت به عندما دعت إلى الحوار الوطني في منتصف شهر أفريل الماضي والذي استغرق قرابة الشهر. وتعتبر رئاسة الجمهورية أن الهدف من الدستور ليس كتابة نص ينظم السلطات ويضبط الحقوق والواجبات فحسب، بل صياغة مرجعية تجد فيها كل الحساسيات الفكرية والسياسية طموحاتها في تونس ديمقراطية وتعددية ونظام جمهوري يقوم على توازن فعلي للسلطات. إن الوصول إلى التوافقات الضرورية قبل المناقشة العلنية للنص الدستوري أمر ضروري من أجل تلافي خسارة الكثير من الوقت لاحقا، واتقاء للاستفتاء الذي قد يقسم التونسيين مجددا وينتج نصا لا يتبناه قسم هام منهم. وتعتبر رئاسة الجمهورية أن نواب المجلس التأسيسي ولجانه قد قاموا بجهد معتبر من أجل انتاج نص المشروع كما ورد في نسخته الثالثة الموضوعة على ذمة العموم، غير أن ذلك لا ينفي تسرب عدة نقائص يمكن تفاديها بالحوار وتقريب وجهات النظر. وسيقوم رئيس الجمهورية بتوضيح موقفه كاملا من كل أبواب الدستور وفصوله بعد استكمال المشاورات التي بدأ فيها، وبعد استلامه للنسخة الأصلية من المشروع.