يعمل مختلف الفاعلين في قطاع التمور على تعميم تجربة التلقيح الآلي للعراجين للتعريف بهذه التقنية ومزاياها والتعريف بالمصنع التونسي الذي تكفل في إطار اتفاقية مع مركز البحوث لصنع الآلة المعدة للتلقيح الآلي، من ذلك تنظيم أيام إعلامية وتحسيسية في هذا المجال بالشراكة بين المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر والمركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش الذي ابتكر هذه التقنية منذ سنة 2015، بحسب المدير العام لمركز البحوث، أحمد النمصي. وأوضح النمصي، في تصريح لمراسلة (وات) بتوزر، أنه منذ ابتكار هذه التقنية تم القيام بتجارب نموذجية في ضيعة المركز والضيعة التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بواحة الشباط والتي أثبتت نجاحها في توفير نفس نتائج التلقيح التقليدي من حيث كثافة العرجون وجودة الثمار، وفق تأكيده. وأضاف أنه يتم في هذا الإطار إقناع الفلاح بجدوى عملية التلقيح الآلي وأنها على غرار العملية التقليدية توفر منتوجا من التمور وذلك في مرحلة أولى، ليتم في مرحلة ثانية تطوير الآلة وتجديدها وفق ما يقتضيه العمل الفلاحي في الواحة، وذلك بعد تسجيل طلبات على هذه الآلة من فلاحين ومجامع فلاحية من ولايتي توزر وقبلي. وأشار الى أن المصنع التونسي قام بتطوير هذه الآلة وفق مقاييس تم الاتفاق بشأنها مع مركز البحوث وحسب ملاحظات الفلاحين حتى يسهل استعمالها وهي تساهم، بحسب تأكيده، في تسهيل العمل الفلاحي وخاصة تسلق النخيل للتلقيح في ظل وجود مخاطر عديدة تهدّد حياة العملة والفلاحين، مبينا أن الآلة يمكن أن يستعملها الفلاح بمفرده دون الحاجة إلى عمال مساهمة بذلك في سد النقص الموجود في اليد العاملة الفلاحية بالجهة. ولاحظ أن مركز البحوث يسعى من خلال ابتكار هذه التقنية الى تعميم الميكنة داخل الواحات بابتكار آلات أخرى سواء في مجال الجني والقص وغيرهما، ولمجابهة الكلفة الباهظة للعمل الفلاحي، موضحا أن التقنية تقوم بخلط مزيج من غبار اللقاح المستخرج من فحول النخيل بمسحوق "تالك" ونثره على العرجون بواسطة الآلة وتتكون التركيبة من جزء واحد من غبار التلقيح وسبع أجزاء من المسحوق ليغطي كامل العرجون. وبخصوص تقدم موسم التلقيح، أكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بتوزر، يوسف العزابو، لمراسلة (وات)، أنه يسير بشكل عادي مع توفر مادة "الذكار" أي حبوب اللقاح التي يتم انتاجها في ضيعة لفحول النخيل، حيث تم الى الآن تلقيح حوالي 30 بالمائة من النخيل بالواحات الحديثة و10 بالمائة في الواحات القديمة وذلك بالنسبة الى صنف دقلة النور الذي انطلق موسم تلقيحه من منتصف شهر مارس المنقضي ويتواصل إلى بداية شهر ماي المقبل، فيما انطلقت عمليات التلقيح للأصناف الأخرى منذ بداية شهر مارس وهي حاليا في مراحلها الأخيرة. وأضاف أن المؤشرات تبشر بموسم طيب وخصوصا من حيث كثافة ونوعية "الطلع" أي حجم العرجون، فضلا عن الظروف المناخية الملائمة التي ميزت فترة التلقيح لهذا العام، وخاصة درجات الحرارة المنخفضة، وتسجيل كميات من الامطار تساهم في تنظيف أشجار النخيل وإزالة حشرة "البوفرة" أي عنكبوت الغبار.(وات)