أحيت مختلف مدن ولاية توزر ذكرى مولد النبي الاكرم هذه السنة بعادات ضاربة في القدم توارثها الأهالي جيلا بعد جيل، فبالإضافة للمواكب المقامة في المساجد والجوامع لمدح الرسول، تنطلق كافة المساجد منذ الأول من شهر ربيع الأول في مسامرات ومدائح وأذكار يومية الى غاية يوم 12 ربيع الأول يوم مولد النبي الكريم. وتبقى الاحتفالات في الزاوية القادرية بمدينة توزر أبرز هذه العادات حيث تنطلق منذ يوم 9 ربيع الأول في استقبال زوارها من ولايات قبلي، وقابس، ومدنين، وتطاوين، وصفاقس، الذين وصل عددهم هذه السنة 1500 زائر، وفق شيخ الزاوية محمد الهادي الشريف. وبيّن الشريف لمراسلة (وات) بتوزر أن الاحتفال ينطلق منذ الأول من شهر ربيع الأول وينتهي في الثاني عشر من الشهر بإقامة حفل كبير صبيحة يوم المولد عبر قراءة القصة "البرزنجية"، ويتم يوم 17 من شهر ربيع الأول احياء مولد ثان للنبي الكريم حسب الطريقة القادرية نسبة الى الولي الصالح عبد القادر الجيلاني. وتؤمن الزاوية القادرية الى جانب ذلك دروسا ومسامرات دينية، وتستقطب على امتداد السنة طلبة حفظ القرآن الكريم، الذين يتم امتحانهم في مثل هذه المناسبات سواء المولد النبوي الشريف أو ليلة السابع والعشرين من رمضان، وينتظم أيضا بالمناسبة معرض للصناعات التقليدية ويتبادل زوار الزاوية مع أهالي مدينة توزر بعض الاكلات التقليدية. من جانبهن، أكدت عدد من الزائرات للزاوية القادرية، في تصريحات متطابقة لمراسلة (وات) بالجهة، أن الأجواء كانت رائعة خصوصا ما وفرته الزاوية لضيوفها من إمكانيات الإقامة والوجبات وكذلك أجواء المديح للرسول الاكرم بعضها بصوت النساء والآخر بصوت الرجال. وفي منطقة الحضر بمدينة توزر يحيي الأهالي عادة قديمة جدا تبدأ بعد صلاة العشاء بإضاءة عدد هام من الشموع في باحة الجامع الكبير ببلاد الحضر وينطلق إثرها موكب يشارك فيه الرجال والشبان، مصحوبين بزغاريد النساء، مرددين المدائح والاذكار وخاصة قصيدة البردة ويجوبون شوارع المنطقة حاملين المصابيح.