مساجين صحفيون سابقين يكشفون الإنتهاكات التي تعرضوا لها ويطالبون وزير الداخلية بفتح ملفات تعذيب الصحفيين والكشف عن هويات البوليس السياسي " عقد اليوم بعض المساجين من الصحفيين السابقين وهم سليم بوخذير الناطق الرسمي باسم حركة الوفاء والإعلامي والحقوقي زهير مخلوف وفاتن حمدي صحفية براديو كلمة وزكية الضّيفاوي مراسلة سابقة لصحيفة مواطنون ندوة صحفية تحت عنوان "أين جلادونا" وبعض الصحفيين الآخرين بمركز تونس لحرية الصحافة. وتحدث سليم بوخذير عن شتى ألوان التعذيب التي تلقاها من بوليس بن علي وكيف انتهكت حقوقه لمجرد أنه رفض أن يكمم فاه ,ولاحظ أن الأشخاص الذين عذبوه وعذبوا غيره من الصحفيين ما زالوا أحرارا لا بل هنالك من تمت ترقيته . مضيفا أن الغرض من عقد هذه الندوة الصحفية المطالبة بفتح ملفات الصحفيين الذين تم تعذيبهم في عهد بن علي وسجنوا وانتهكت كرامتهم , ولاحظ أن مطلب الصحفيين المتمثل في الكشف عن هويات الأشخاص الذين ضلعوا في تعذيب الصحفيين هو مطلب عاجل ولا يحتمل التأخير . وتحدثت فاتن حمدي صحفية براديو كلمة عن كيفية ايقافها وتعرضها للضرب من قبل بعض أعوان الأمن , وطالبت من وزير الداخلية علي العريض فتح ملفات جهاز البوليس السياسي الذين عذوبها وعذبوا كل صحفي تكلم بجرأة , مضيفة أن جلاديها مازالوا أحرارا في حين أنها مازالت تعاني آثارا نفسية جراء ما تعرضت له من انتهاكات وضرب , مؤكدة أنها لن ولم تنسى ذلك اليوم الذي اقتيدت فيه الى فرقة الأمن بالقرجاني وكيف تم الإعتداء عليها "بعصا زيتون" ,ملاحظة أنها رغم تقدمها بقضية ضد من عذبوها الا أن قاضي التحقيق يريد تعجيزها ففي كل مرة يطلب منها أن تستظهر بشهادة طبية تعود الى سنة 2008 تثبت الأضرار البدنية التي لحقتها أي تاريخ تعرضها لتلك الإنتهاكات والتعذيب وجاءت شهادة سهام بن سدرين التي لم تستطع حضور الندوة على لسان سليم بوخذير حيث رأت أن ملفات الصحفيين الذي انتهكت حقوقهم هي ملفات مبتورة , متسائلة عن صمت وزارة الداخلية واستغربت من التعيينات الأخيرة بوزارة العدل . أما زكية ضيفاوي مراسلة سابقة بصحيفة مواطنون فتحدثت أيضا عن كيفية اعتقالها وتعرضها الى التحرش الجنسي والتهديد بالإغتصاب والتعذيب من قبل المدعو محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة عندما كانت تغطي مسيرة نسائية والتي طالبت فيها المتظاهرات بإطلاق سراح أبنائهم في قضية الحوض المنجمي فتم اعتقالها وسجنت 3 أشهر ونصف وغادرت السجن بموجب السراح الشرطي . وتحدث رئيس مركز تونس لحرية الصحافة محمود الذوادي عن الهدف من انعقاد هذه الندوة وقال أن الهدف هو تحريك ملفات الصحفيين الذين سجنوا في عهد المخلوع وانتهكت حرياتهم وحقوقهم وكممت أفواههم مضيفا أن تلك الملفات أثيرت في الأيام الأولى من الثورة ثم وقع طمسها ,مؤكدا أن هدف مركز تونس لحرية الصحافة هو تبني قضايا أولائك الصحفيين الذين تم سماع شهادات البعض منهم من قبل قاضي التحقيق ,إضافة الى ذلك فالهدف هو تشجيع القضاء كي يسرع في البت في تلك القضايا والكشف عن الجلادين وإحراج الحكومة كي تولي الأمر أهمية , ولاحظ أن المطالبة بالكشف عن أولائك الجلادين ليس للتشفي أو التغنّي بنضال المساجين السابقين من الصحفيين ولكن الهدف هو رد الإعتبار لهم وللإعلاميين الذين دفعوا الثمن باهظا على مدى أكثر من عقدين. مضيفا أنه بحسم تلك الملفات سيكون هنالك تأثير كبير على مسار الإعلام الآن حتى لا يقع تكرار مثل تلك الإنتهاكات