لليلة الثانية على التوالي واصلت المدفعية الثقيلة مساء الاربعاء ضرب معاقل ارهابيي الشعانبي بقذائفها الثقيلة التي كانت تهتز لانفجاراتها العنيفة المنازل في احياء مدينة القصرين بما في ذلك البعيدة عن الجبل بعدة كيلومترات وفي نفس الليلة نزلت على مرتفعات الشعانبي امطار طوفانية مصحوبة برياح قوية جدا حطمت الكثير من الاشجار وادت الى فيضان كل الاودية المحيطة بجبلي سمامة والشعانبي.. وحسب تقديرات بعض العسكريين والامنيين المشاركين في العمليات الميدانية فان الغارات الجوية لصباح الاربعاء والضربات المدفعية غير المسبوقة طوال الليلتين الفارطتين (مساء الثلاثاء والاربعاء) والسيول الجارفة للامطار الغزيرة لليلة اول امس من شأنها ان تدمر ما بقي من مخابئ وتحصينات المجموعة الارهابية المختبئة بالجبل فالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية التي استهدفتها لاكثر من 20 يوما قادرة على تفجيرها وتحطيمها وسيول الامطار التي نزلت مرتين على الشعانبي في ظرف اسبوعين تستطيع اغراق الكهوف والدواميس والمخابئ تحت الارضية وفي مجاري الاودية وجوانبها ولا مجال لنجاتها منها كما ان مخازن مؤونة المسلحين لا يمكنها الصمود امام المياه المتدفقة من مرتفعات الجبل، خصوصا وان اغلب الترجيحات تشير الى ان الارهابيين ما يزالون مشتتين بانحاء مختلفة من الجبل بعد تأكيدات وزير الداخلية اثناء ندوته الصحفية لاول امس انه لم يقع ايقاف غير اثنين من الذين كانوا في الشعانبي وهما محمد الحبيب العمري (ليلة العيد) واحمد المباركي الذي اكدت لنا مصادر امنية انه القي عليه القبض منذ اسابيع في احدى مناطق الشمال الغربي اثناء تنقله بين الشعانبي وجبال جندوبة اضافة الى عدم الاعلان عن الايقاع باي متسللين خارج الجبل.. وبالتالي فان القصف الاخير والسيول الجارفة تمثلان خير تمهيد للهجوم البري الذي ينتظره الجميع لاستئصال الارهاب نهائيا من الشعانبي وتطهيره من الالغام التي من المؤكد ان مياه الامطار قد قامت "بتعرية " بعضها وكشفها وهو عامل سيسهل من مهام فرق الهندسة العسكرية المختصة في رصد المتفجرات وتفكيكها التي سيكون لعملها دور حاسم في التحضير لنزول المشاة والفرق الخاصة على ارضية الشعانبي لتمشيطه شبرا شبرا واستعادته من براثن الارهاب.