صفاقس-الصباح: بقي مصنع "السياب" جاثما على صدور متساكني ولاية صفاقس ستّا وخمسين سنة كاملة أي منذ تأسيسه سنة 1952 فأقضّ مضاجعهم وأقلق راحتهم وكان خطرا على صحّتهم وممتلكاتهم ... هذا المصنع خلف أضرارا فادحة للبلاد والعباد بدت انعكاساتها برا وبحرا وجوا، وقد أثبتت الإحصائيات الرسمية أنّ المواد الملوثة التي يفرزها هذا المصنع تجاوزت كل النسب المسموح بها دوليا أحيانا بآلاف المرات والعديد من الدراسات في هذا المجال تدل على ذلك مما خلف أضرارا بيئية كبرى وكذلك أضرارا صحية، وقد نادت جمعية حماية البيئة والمحافظة على المحيط بولاية صفاقس ونادت "الصباح" على أعمدتها وكذلك المواطنون في مناسبات عديدة بإغلاق مصنع "السياب" ونقله إلى مكان آخر خارج مناطق العمران، وانتظر الجميع طويلا تحقيق هذا الحلم، وها أنّ رئيس الدولة قد اتّخذ أمس الأول الثلاثاء قرارا جريئا بغلقه قبل نهاية المخطط الحادي عشر وهي خطوة هامة في انتظار اتخاذ خطوات أخرى حتى يستطاب العيش في هذه الربوع. هذا القرار نزل بردا وسلاما على مختلف المتساكنين، "الصباح" خرجت إلى الشارع ورصدت ردود فعل الناس في الشارع بمدينة صفاقس، وهذا أهمّ ما جاء فيها. سامي الكشو (مهندس معماري وصاحب مقهى) "لم أفاجأ بالمرة بهذا القرار، وليس من السهل اتخاذ قرار كهذا، كنت دوما مقتنعا بأنّ رئيس الدولة كان منشغلا ومهتما بالوضع البيئي بالجهة. بعد اتخاذ هذا القرار الجريء ينتظر أن تصبح صفاقس قطبا اقتصاديا وسياحيا هاما وتصبح المدينة في حجمها الذي تستحقه كما يريدها رئيس الدولة مما يؤكد اهتمامه بالجهة وكان عند وعده لذلك نشكره جزيل الشكر وما قدمه للمدينة هو أفضل هدية حتى لا نهجر مدينتنا مستقبلا، لأنّ الكثيرين قد هجروها فيما مضى، أرجو أنّ عدد النزل التي سيتم بعثها سيحلّ مشكل البطالة، أعتقد أنّ عمال "السياب" سيجدون مراكز عمل سواء في الصخيرة أو في أي مكان آخر، أرجو كذلك أن يتم القضاء على كل ما من شأنه أن يلوث المدينة، أنا واثق من أنّ جودة الحياة ستتحقق في هذه الجهة بعد زوال "السياب". هالة الوكيل (كاتبة طبية) "صحيح أنّ مصنع " السياب" هو مصدر من مصادر التلوّث، لكن ماهو مصير العاملين بهذا المصنع؟" مريم الوكيل "تعد مدينة صفاقس من أكثر المدن تلوثا، ما هو مصير عمال المصنع؟ كيف سيتسنى لهم العمل في مصنع بعيد عن المدينة بعد إغلاق السياب، قد يتم إيجاد حلّ لهم من يدري ...؟" محمد الجربي (موظف بالقطاع السياحي) "مبادرة شجاعة من لدن رئيس الدولة، وفي ذلك رحمة للبلاد والعباد، أعتقد أنّ المنطقة ستتحسن من الناحية الجمالية والصحية، الحمد لله على أيّة حال. نأمل أن يتم نقله إلى مكان بعيد غير آهل بالسكان". أحلام السويسي (أستاذة) "قرار شديد الأهمّية وهذا من شانه أن يقلل من نسبة التلوث بالجهة حيث ازداد قلق المتساكنين بها، فنقل مصنع السياب من صفاقس فكرة ممتازة ستعود بالنفع على صفاقس من حيث المحافظة على المحيط والسياحة وجمالية المنطقة، خاصة أنّ رئيس الدولة يشجع على إيجاد المناطق الخضراء ويفكر في صحة المواطنين". حمدة الهدار (55 سنة، تاجر) "قرار رئيس الدولة ممتاز على جميع المستويات باعتباره قد جاء في الوقت المناسب فضلا عن أنّ الجهة لم تعد قادرة على التحمّل، فالعيش لم يعد يستطاب في هذه الربوع إذ أنّنا أصبحنا نشعر بالاختناق، هو قرار جريء نظرا للأهمية الاقتصادية للمصنع من جهة، وأهمّية صحة المواطنين من جهة ثانية، فما يمكن تحقيقه من مداخيل يمكن أنفاقه في القطاع الصحي. أتصوّر أنّ النتائج الناجمة عن نقل المصنع ستكون ممتازة منها أنّ المدينة ستتنفّس، فالكثيرون قد هجروا مدينتهم بعد أن باعوا ممتلكاتهم، وإثر إزالة مصنع السياب نهائيا من المدينة سنعود إليها". حاتم المرواني (موظف) "مصنع السياب تسبب في أضرار كبرى للمواطنين لاسيما في مستوى التنفس، لقد ألحق بهم أضرارا متنوعة وعديدة وبنسبة كبيرة جدا وقرار رئيس الدولة صائب لذلك نشكره على اتخاذ هذه البادرة الشجاعة". جيهان اليعقوبي "قرار هام جدا ولكن ما هو مصير العاملين بالمصنع فكيف سيحصلون على مورد رزقهم؟ بصدق موقع المصنع لم يكن مناسبا... وبالرغم من هذا القرار الصائب ستبقى هناك جيوب أخرى من جيوب التلوث مثل الملاحة والمصب البلدي، لذلك من الضروري التفكير في القضاء على مختلف أسباب التلوث الأخرى... هي خطوة ينبغي أن تتلوها خطوات أخرى مثل هذه". وسيم الزواري (رئيس المكتب الجهوي للترفيه) "نحن سعداء جدا بقرار الرئيس القاضي بإزالة مصنع السياب من صفاقس، هو قرار ريادي أعتقد أنّ المدينة بعد ذلك ستشهد نقلة نوعية كبرى وستصبح مدينة سياحة الأعمال دون تلوث وهو امتداد لمشروع تبرورة وستصبح مدينة نموذجية". ثابت الدريدي (صاحب مركز عمومي للأنترنات) "قرار رائد، كان مفاجأة سارة جدا بالنسبة إلينا كمتساكني الجهة ّ، كنا ننتظره منذ مدة طويلة، كانت لفتة كريمة من لدن رئيس الدولة، الأكيد ستستفيد منه الجهة، وذلك بالقضاء على نسبة هامة من التلوث، فالجميع يدركون جيدا أنّ صفاقس قطب صناعي وأنّ سكانها عانوا كثيرا من التلوث، لاسيما من الأمراض الخطرة التي انتشرت بصفة كبيرة بالجهة. هذا القرار استبشر له كل المتساكنين، نرجو أن تتكثف مثل هذه المبادرات". وليد بن عياد (30 سنة، تاجر) "القرار إيجابي بالنسبة إلى ولاية صفاقس لانّ كل المواطنين قد أبدوا تذمّراتهم من هذا المصنع فهم يعتقدون أنّه المتسبب الرئيسي في الإصابة بعدة أمراض خبيثة، فشكرا لسيادة الرئيس، أتصور أنّ المنطقة التي يوجد بها المصنع ستصبح منطقة سياحية". سنية بن عياد "إغلاق هذا المصنع في صفاقس ونقله إلى منطقة أخرى سيساهم في التقليل من نسبة التلوث الموجود حاليا وسيساهم في الحفاظ على البيئة والمحيط جوا وبرا وبحرا".