انطلقت أمس اشغال المؤتمر الاستثنائي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بمدينة سوسة تحت شعار"إنّها أمانة" بحضور علي العريض رئيس الحكومة المؤقتة ومحمد بن سالم وزير الفلاحة وخليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية ورضا السعيدي الوزير المكلف بالملف الاقتصادي والاجتماعي لدى رئيس الحكومة وأحمد حنيدر جار الله رئيس الاتحاد المتخلي بمشاركة أكثر من800 مؤتمر من المنخرطين في المنظمة الفلاحية قدموا من مختلف انحاء الجمهورية لاختيار100 عضوا للهيئة المركزية و20 عضوا للمكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة. واكد المؤتمرون على ضرورة اعادة الاعتبار للمنظمة الفلاحية والابتعاد عن التجاذبات والصراعات التي أضرت بالفلاحيين. وفي كلمة القاها امام منخرطي المنظمة الشغيلة اعتبر علي العريض رئيس الحكومة ان القطاع الفلاحي كان ولا يزال محركا أساسيا للتنمية في بلادنا باعتبار أهمية وظائفه الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وبعده الاستراتيجي والحيوي وارتباطه الوثيق بتحقيق الأمن الغذائي الذي يُعدُّ من مؤشرات السيادة الوطنية وأساس الكرامة واستقرار المجتمع. وبيّن العريض أهمية الفلاحة في تنشيط الاقتصاد الوطني من خلال مساهمتها بنسبة تزيد عن 9% في الناتج الداخلي الخام للبلاد وبحوالي 10% من مجهود التصدير واستقطابها لما يزيد عن 16% من اليد العاملة النشيطة وتأمينها لموارد الرزق لأكثر من 516 ألف مستغل فلاحي أي ما يعادل 2.5 مليون نسمة. حرص حكومي.. ورسائل مشفرة أكد العريض حرص الحكومة على العناية بهذا القطاع من خلال مواصلة العمل على إقرار التشجيعات ورصد الحوافز للمنتجين والمستثمرين.. وعلى صعيد اخر ذكّر بالقرارات التي تم الاعلان عنها بمناسبة اليوم الوطني للفلاحة يوم 12 ماي والمتعلقة بتنفيذ "برنامج تدخّل لمجابهة انعكاسات النقص في الأمطار بولايات الوسط والجنوب" يتضمن تقديم مساعدات مالية للفلاحين للمساهمة في كلفة ريّ حوالي 5ر5 مليون شجرة متضررة وتوزيع مساعدات عينية في شكل كميات من الشعير العلفي للمربين وتوفير مياه الشرب والري قصد مجابهة حاجيات الفترة الصيفية، بالإضافة إلى تفعيل تدخلات الصندوق الوطني للضمان قصد جدولة ديون الفلاحين التي سيحل أجل خلاصها هذه الصائفة على مدّة 5 سنوات مع تحمل الفائض المترتب عن هذه الجدولة. اثر ذلك وجّه العريض رسائل الى السياسيين والاطراف الاجتماعية والاعلاميين مشددا على ضرورة التحلي بروح المسؤولية والابتعاد عن الانزلاق في التشويه والمغالطات التى تسعى الى ضرب استقرار وأمن البلاد. وفي نفس السياق قال"ان الثورة التونسية ثورة وطنية خالصة وهواها ورجالها وشعاراتها تونسية وستبقى كذلك". وأضاف ان مرحلة الانتقال الديمقراطي التى تعيشها بلادنا تزاحمت فيها الاولويات وكثرت فيها الصعوبات والمزايدات موضحا ان برنامج الحكومة المؤقتة المتعلق ببسط الامن واتمام صياغة الدستور واجراء الانتخابات في اقرب وقت وحل القضايا الاجتماعية ومقاومة الفساد يتقدم بصفة نسبية نتيجة الافراط وتسييس الاضرابات اضافة الى التهديدات الارهابية التي تهدد استقرار البلاد. كما اعتبر العريض ان البلاد تضررت من الاضرابات العشوائية والتى ساهمت في تدني الانتاجية في جميع المجالات تقريبا مؤكدا انه لا يمكن التسريع في وتيرة النمو وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في ظل ارتفاع الاضرابات العشوائية. اعادة هيبة المنظمة الفلاحية ومن جهته اعتبر أحمد حنيدر جار الله الرئيس المتخلي ان المؤتمر الاستثنائي للمنظمة الفلاحية تحد كبير باعتبار انه محطة بارزة في تاريخ اتحاد الفلاحة والصيد البحري على ضوء ما تشهده بلادنا من مشاكل واضرابات وما تعرفه كذلك المنظمة الفلاحية من صعوبات ومشاكل داخلية اضرت كثيرا باستقرارها وسيروتها بعد عامين ونصف من ثورة 14 جانفي. واضاف ان المرحلة الحالية تقتضي تضافر كل الجهود من اجل اعادة الاعتبار للمنظمة الفلاحية والابتعاد عن التجاذبات والصراعات والسعي الى اعادة الدور الريادي للمنظمة المتمثل في الدفاع عن مصالح الفلاحين. نزار الدريدي
هوامش 5 لجان تم أمس انتخاب رئيس المؤتمر ومساعديه ومقرريه وتم خلاله تلاوة التقرير الأدبي والمالي ومناقشتهما ثم المصادقة عليهما في جلسة مغلقة، وعلى اثر ذلك تم تكوين 5 لجان تتعلق بالنظام الاساسي واللائحة المالية واللوائح الاقتصادية والاجتماعية والصيد البحري ولجنة اللائحة العامة ومن المنتظر اليوم استكمال مختلف اللجان التى تم تكوينها اعمالها ومناقشة اللوائح والمصادقة عليها. الزار المرشح الأبرز؟ حسب كواليس المؤتمر أكدت بعض المصادر ان عبد المجيد الزار نائب رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المتخلي يعتبر الاوفر حظا لخلافة محمد حنيدر جار الله في رئاسة المنظمة الشغيلة. ويذكر ان الزار كان قد شغل خطة نائب رئيس الاتحاد المتخلي وعضو مجلس شورى حركة النهضة ممثلا عن ولاية المنستير وقدم استقالته من مجلس الشورى ليتمكن من الترشح لعضوية الهيئة المركزية للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وفقا للقانون الاساسي للمنظمة الذي يمنع الجمع بين عضوية الاتحاد وتحمل مسؤولية حزبية. غياب اتحاد الشغل أكد أحمد حنيدر جار الله ان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وجه الدعوة الى كل الجمعيات والمنظمات لحضور افتتاح المؤتمر الاستثنائي للمنظمة الشغيلة، وجاءت اجابة رئيس المنظمة المتخلي ردا على تساؤلات بعض المؤتمرين عن غياب الاتحاد العام التونسي للشغل عن افتتاح مؤتمر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري. احتجاج احتج عدد من المؤتمرين على كلمة رئيس اتحاد الفلاحين الأردنيين حيث وصف خلالها ما يحصل في البلدان العربية بال"ربيع الامريكي" وليس"الربيع العربي".. مداخلة استفزت الحضور وعلى رأسهم رئيس الحكومة علي العريض الذي تناول الكلمة بعدها وأكد ان ثورة تونس ثورة تونسية خالصة هواها وشعاراتها تونسية ورجالها تونسيون.. واستقبل الحضور تعقيب رئيس الحكومة بالتصفيق ورفع النشيد الوطني.