ظلت مدينة جبنيانة العريقة والمتجذرة تاريخيا ضحية العهد السابق مهمشة ومحرومة تشكو من نقص فادح في التجهيزات الجماعية والبنية التحتية والمرافق الحياتية بسبب غياب استراتيجية تنموية واضحة ونقص في المشاريع العمومية على مدى العقود الماضية مما جعل أهاليها يؤكدون ضرورة التعجيل بفتح ملفاتها العالقة لدراستها واتخاذ الاجراءات العملية في شأنها دعما للمسيرة الانمائية. وضعية عقارية مؤرقة تمسح ربوع جبنيانة حوالي26 الف هكتارا منها23 الف هكتارا تتوزع كالآتي: اراضي سيالين قرابة 10 آلاف هكتارا وحبس عزيزة عثمانة 9700 هكتارا وحبس سيدي أبي اسحاق 1300 هكتارا والضيعة الفلاحية ببلتش 1324 هكتارا. هذه الوضعية العقارية المعقدة والمحيرة أرقت المتساكنين وأعاقت مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية بسبب عجزهم عن رهنها لدى المؤسسات البنكية والانتفاع بالقروض والتشجيعات والحوافز لبعث المشاريع التنموية والمشاركة في تنشيط الدورة الاقتصادية ودعم الاقتصاد الوطني كما ان البلدية تبقى غير قادرة على توفير الاراضي اللازمة لانجاز مشاريعها وتنمية رصيدها العقاري. ولئن اكد المتساكنون في اكثر من مناسبة على ضرورة تصحيح الوضعية العقارية للجهة وتمكينهم من شهائد ملكية فان دار لقمان ظلت على حالها بالرغم من صدور الامر عدد 3336 لسنة 2011 المتعلق باحداث لجنة استشارية وطنية ولجان جهوية استشارية تعهد لها مهمة تسوية وضعيات المستغلين بصفة قانونية لعقارات دولية فلاحية. والواجب الوطني يفرض الاسراع بمعالجة الموضوع واتخاذ الاجراءات الناجعة مساهمة في فك عقال مسيرة التنمية المحلية وخلق مواطن شغل جديدة للحد من ظاهرة البطالة الجاثمة على صدور شباب الجهة الذي لا زال يعاني من التهميش والروتين الممل مناظر تسيء للمظهر الجمالي: المتجول في شوارع المدينة واحيائها يلاحظ دون شك بنيتها التحتية الهشة والوضع البيئي المتردي حيث اكتسحتها المناطق السوداء والمصبات العشوائية وبقايا مواد اشغال البناء التي تزعج الاهالي وتحط من جمالية المحيط باعتبارها مصدرا للروائح الكريهة ومكانا لتكاثر الحشرات السامة وملاذا للحيوانات السائبة في ظل التوسع العمراني الملحوظ الذي تشهده المدينة ومحدودية الامكانيات البشرية والمادية المخصصة لقطاع النظافة حيث تحولت بعض المرافق العمومية الى اماكن سوداء كمقر ادارة الفلاحة الموجود على شارع 18 جانفي وادارة الارشاد الفلاحي المطلة على طريق الملعب البلدي وفضاء ما يسمى بسوق الدواب القائم في حي اولاد عبد الله الذي كلف الميزان البلدي حوالي 80 الف دينار الى جانب الفضاءات الخضراء الموجودة في اكثر من حي كمنتزه مفترق طريقي العجانقة والمهدية ومكاني العاب الاطفال بكل من حي القرافة والمحاجبة ففتح هذه الملفات وغيرها امر ضروري تؤكده رغبة المدينة في مواكبة التطور وسعيها للانخراط في مسيرة التنمية المستدامة لذلك بات من الضروري مساعدة البلدية ماديا وادبيا حتى تتمكن من الارتقاء بالمجال البيئي وتجويد نوعية الحياة والاسراع بتنظيم حملات نظافة مسترسلة وواسعة النطاق بمشاركة اطياف المشهد السياسي ومكونات المجتمع المدني والمتساكنين لاعدام المصبات العشوائية ورشها بالمبيدات وازالة جميع الملوثات البيئية التي تسيء للمدينة ومتساكنيها خاصة وان فصل الصيف على الابواب اسواق مهمشة وأسعار من نار. المتامل في واقع فضاء السوق البلدية اليومية يلاحظ دون شك انها تسبح في بحر من النقائص بسبب سياسة الاهمال والتهميش التي لا زالت تعاني منهما فهي تشكو من الاوساخ والانتصاب الفوضوي رغم اعداد مكان مهيئ للغرض داخل بطحاء السوق وعدم اشهار الاسعار وارتفاعها في ظل غياب المراقبة الاقتصادية والصحية الى جانب الواقيات البدائية المركزة التي تسيء للمظهر الجمالي اضافة الى الروائح الكريهة الناجمة عن عملية الذبح العشوائي. اما في ما يتعلق بفضاء ما يسمى بسوق الاسماك التي تعيش وضعية كارثية مما جعل باعتها يهجرونها ويخيرون الانتصاب في الهواء الطلق فقد أفادنا الكاتب العام للبلدية بفتح طلب عروض لانجاز اشغال تهيئة هذه السوق. فالاسراع بتنظيم هذه الاسواق وغيرها وتعهدها بالنظافة والصيانة حتى تستعيد بريقها الاقتصادي والاجتماعي أمر مرغوب فيه. وتكثيف حملات المراقبة الاقتصادية واجب وطني يفرض نفسه للحد من ارتفاع الاسعار وشفافية المعاملات التجارية ومساهمة في المحافظة على المقدرة الشرائية للأهالي التاكيد على ضرورة ابجاد مخرج لعملية الذبح العشوائي وفي ظل رفض المتساكنين لاعادة تهيئة المسلخ البلدي الذي تعرض الى الحرق ومطالبتهم باخراجه خارج مواطن العمران من أوكد المطالب التي يحرص المتساكنون على تحقيقه. الملعب البلدي ينشد الرعاية لئن استبشر شباب الجهة بانطلاق اشغال تعشيب الملعب البلدي بالعشب الاصطناعي من الجيل الرابع والتي تقدمت بحوالي60 % معتبرين ذلك هدية للنادي في الذكرى الخمسين لتأسيسه فانهم يؤكدون على ضرورة اعادة تهيئة انارته وحجرات ملابسه وتعلية سياج الخارجي وتغيير أبوابه الخارجية ودهنه وتبييضة حتى يكون في أبهى حلة ومؤهلا لاحتضان النشاط الرياضي.