يبدو أننا كنا مخطئين حين اعتقدنا بأن عهد القرارات الغريبة قد ولّى وانتهى وأنه لا سبيل لصدور أي قرار عن المكتب الجامعي الجديد إلا بعد إعمال الرأي واتخاذ الاجراء الملائم في ضوء عملية غربلة لكل الحلول المتوفرة! نعم يبدو أننا سنضطرّ لمراجعة حساباتنا في هذا المجال إذ يظهر أن افراطنا في التفاؤل لم يكن في محلّه بدليل أن البرمجة التي أقرتها الجامعة بشأن الأدوار النهائية لمختلف الكؤوس التي ستقام في نهاية هذا الأسبوع أقل ما يقال عنها أنها غريبة جدا جدا، بل ومن شأنها أن تسلّط مظلمة كبرى على المستقبل الرياضي بالمرسى، مع أن الحلول الملائمة متوفرة وظاهرة للعيان. فالمتأمل في هذه البرمجة يجد أن الجامعة قد قررت إقامة الدورين النهائيين لصنفي الأواسط والأصاغر (دون 17 سنة) بملعب قرمبالية... أجل بملعب قرمبالية والحال أن العادة جرت بأن تقام مثل هذه الأدوار إما بالملعب الأولمبي بالمنزه أو بملعب الشاذلي زويتن، قبل أن يصبح ملعب 7 نوفمبر برادس بدوره مسرحا لمهرجانات التتويج في نهاية الموسم. صحيح أن ملعب الشاذلي زويتن مازال يغطّ في سباته العميق، وصحيح أيضا أن الملعب الأولمبي بالمنزه سيحتضن يوم الأحد الدور النهائي لكأس الكبريات والدور النهائي لكأس الرابطة المحترفة الأولى. لكن ومع ذلك تبقى الحلول الملائمة متوفرة. فالبرمجة الحالية تحكم على مستقبل المرسى بخوض 3 أدوار نهائية في نفس اليوم ولكنها مشتتة بين ملعبي المنزه وقرمبالية وفي توقيت متقارب لا يسمح لاحباء الفريق ولا لهيئته المديرة بالحضور في جميعها، مع أنه من أبسط حقوق رئيس الجمعية وأعضاده بل ومن واجبهم أيضا أن يكونوا في مقدمة المواكبين للأدوار النهائية في مختلف الأصناف. تصوروا كيف أن البرمجة الحالية من شأنها أن تحكم على مستقبل المرسى بخوض اللقاءات التالية يوم الأحد القادم: - نهائي كأس الأصاغر ضد النادي الصفاقسي (على الساعة 00.16 بملعب قرمبالية). - نهائي كأس الأواسط ضد النجم الساحلي (على الساعة 00.18 بملعب قرمبالية). - نهائي كأس الرابطة المحترفة الأولى (على الساعة 00.19 بملعب المنزه). فما ذنب مستقبل المرسى حتى تحكم عليه الجامعة بهذه البرمجة الغريبة، وما ذنبه حتى يحرم من اللعب في المنزه أو رادس والحال أن الحلول كما قلنا موجودة؟! فما ضرّ مثلا لو تم إدراج الدور النهائي لصنف الاصاغر بين مستقبل المرسى والنادي الصفاقسي يوم السبت بملعب رادس في رفع الستار للقاء تونس وجزيرة موريس الذي ينطلق على الساعة 10.19، وما ضرّ أيضا لو تمت برمجة الدور النهائي لصنف الأواسط بين مستقبل المرسى والنجم الساحلي ليوم غد (الجمعة) في رفع الستار للدور النهائي لكأس رابطة الهواة بين نجم الفحص واتحاد بنقردان بملعب المنزه.
لا تقتلوا أحلامهم بقرارات غريبة!!
لست أدري شخصيا لماذا اختارت الجامعة الدورين النهائيين لصنفي الاصاغر والاواسط بالذات لتدفع بهما إلى ملعب قرمبالية وتختار ملعب المنزه بالتنسيق مع الرابطات لبقية الأدوار؟! ألم نتفق جميعا على أن البراعم الصاعدة في أمس الحاجة الآن إلى الرعاية والعناية ومزيد الاحاطة.. فلماذا إذن نقتل أحلامها ونحرمها من حقها في الاحتفال بالأدوار النهائية بملعب المنزه أو حتى رادس... نعم رادس ولم لا؟! إنها حقا برمجة غريبة تنطوي على مظلمة صارخة في حق مستقبل المرسى! أليس كذلك؟