قد يعلن اليوم عن التركيبة الجديدة للحكومة المرتقبة رغم أن بعض الأطراف المطلعة أكدت أنها قد تكون بحر هذا الأسبوع (الأربعاء أو الخميس) بعد أن كان يفترض أن يعلن عنها بالأمس وهو ما اكده سمير ديلو وزير حقوق الانسان في حكومة تصريف الاعمال في تصريح ل "وات". ويبدو أن مسلسل التحوير الوزاري مازال بعيدا عن حلقته الأخيرة بالنظر إلى التجاذبات الحاصلة لا سيما بين حزب التكتل وحركة النهضة فضلا عن عدم وجود ضمانات كافية فيما يتعلق بردع كل المظاهر التي تؤشر للعنف على غرار حل رابطات حماية الثورة. كما أن ورقة الإطار السياسي للحكومة أو البرنامج لم يحظ بالتوافق بين مختلف الأطياف السياسية وهو ما جعل حزب التكتل يطالب بتأجيل الإعلان عن هذه التركيبة للنظر مجددا في النقاط الواردة بالورقة ثم المرور إلى مناقشة التركيبة التي لم تحظ أيضا بالوفاق. وفي تصريح ل "الصباح" ذكر الياس الفخفاخ وزير المالية والسياحة أن التكتل فضل أن يأخذ مزيدا من الوقت قصد التشاور سواء على مستوى الحزب أو مع باقي الأطياف السياسية لا سيما مع التحالف الديمقراطي علما أن محمود البارودي كان قد صرح سابقا ل "الصباح" بان التحالف الديمقراطي لن ينضم بنسبة 99 بالمائة إلى الحكومة المرتقبة. وأضاف الفخفاخ أن الوثيقة السياسية المقدمة لم ترتق إلى مستوى الانتظارات فضلا عن أن الجدل لا يزال قائما فيما يتعلق بتركيبة الحكومة استنادا إلى أن هنالك مقترحات وشخصيات جديدة . ولهذا السبب فقد طالب التكتل بيوم إضافي للنظر والتشاور مجددا. من جهة أخرى أكد أزاد بادي عضو المجلس الوطني التأسيسي عن حركة وفاء بان الحركة ما تزال بصدد مناقشة البرنامج الحكومي مشيرا إلى أن الحركة كانت واضحة منذ االبداية على اعتبار أنها لن تكون معنية بحكومة محاصصة حزبية دون الاتفاق على برنامج واحد يصحح مسار الثورة ويتماشى مع أهداف المواطن التونسي ويجعل على رأس أولوياته تفكيك المنظومة السابقة ومقاومة الفساد وتحصين الثورة والحد من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة فضلا عن إصلاح المنظومة القضائية والدفع نحو الاستقرار. وقال بادي في هذا الشأن :"تعمقنا في مناقشة هذا البرنامج غير أن البرنامج الحكومي القادم نريده برنامجا ثوريا بامتياز,وبالتالي ليس لنا استعداد للدخول في حكومة لا تصحح أخطاء الماضي ويقتصر دورها على مواصلة نفس سياسات حكومة حمادي الجبالي. وتوقع بادي في نفس السياق أنه تمت مناقشة البرنامج الحكومي مساء أمس لتنحصر النقاشات على مستوى توزيع الحقائب الوزارية مشيرا إلى أن المشاورات على قدم وساق وتدوم ساعات وساعات.كما أوضح بادي أن التحاق حركة وفاء بالحكومة المرتقبة هو رهين تعديل البرنامج الحكومي مشيرا إلى أن الخلافات أو النقاشات تمحورت حول آليات تحقيق الروافد الواردة بالبرنامج الحكومي.