يستعد فضاء التياترو لتنظيم تظاهرة النص المسرحي العربي المعاصر أيام 21 و22 و23 فيفري الحالي وذلك بمشاركة عدد من شباب المسرح العربي وتعتبر هذه التظاهرة نتاج تعاون بين الفضاء المسرحي الفرنسي" La Friche Belle De Mai" ومسرح "الحارة" بفلسطين ومسرح "الشمس" بلبنان وفضاء التياترو بتونس. وأفادتنا مديرة التياترو زينب فرحات خلال لقاء اعلامي يوم الاثنين للإعلان عن تفاصيل برمجة "النص المسرحي العربي المعاصر" عن اسفها لندرة هذه المشاريع العربية القائمة على التبادل الثقافي والفني وذلك بسبب العراقيل البيروقراطية التي تمارس على الفنانين الحاملين لجنسيات عربية فيما يمكن لفنان أجنبي دخول فلسطين في أي وقت يريد دون أن يتعرض للضغوطات نفسها وعن النصوص المسرحية المختارة في برمجة هذه التظاهرة أشارت زينب فرحات إلى أن جميعها تحمل مضمون مقاوم لليأس والظلم الذي ينخر أوطاننا العربية وتجتمع جميعها في الحلم بعالم أفضل حتى ولو بهجر أرضها. ومن النصوص الثلاثة التي سيتم عرضها بالتياترو مسرحية "باي باي جيلو" عن نص للمغربي عدنان طه وإخراج بشار مرقص وهي من إنتاج مسرح الحارة بفلسطين ومدتها 50 دقيقة ويحاكي هذا العمل واقع الشباب العربي الراغب في الهجرة لأرض الأحلام أوروبا من خلال قصة الجيلالي الشاب المغربي المقيم في بروكسال بطريقة غير شرعية والذي يقع ترحيله لبلده فيعيش حالة من الخوف من الطائرة ورحلة العودة فيدخل في مسار جديد داخل الذاكرة بين لحظة ولادته ولحظة ترحيله، بين لحظتين يلتقي جيلو في غرفة صغيرة مع ذاته والعديد من الشخصيات التي رافقته في حياته ويمشي معهم في رحلة أخيرة صوب لحظة الحسم". يجسد بطولة "باباي جيلو" كل من عطا ناصر وعيد عزيز ونقولا زرينة. وفي هذا السياق، قال مخرج العمل بشار مرقص أنه لا يفرض التعامل مع نصوص لم يخترها باعتبار أن اللجنة التي انتقت النصوص هي فنية أساسا مشيرا إلى أنه لم يجري تغيرات كبيرة على العمل وإنمّا حوله من نمط مونودراما الممثل الواحد إلى عمل جماعي يضم ثلاثة ممثلين ومن جهته، أكد الممثل عطا ناصر أن مسرح "الحارة" الفلسطيني يهدف في خياراته إلى تقديم مضامين ثقافية متنوعة تعبر عن التعبير الايجابي للمجتمع كما تتبنى قضايا حقوق الإنسان والمرأة. العمل الثاني المقترح بفضاء التياترو ضمن تظاهرة " النص المسرحي العربي المعاصر"هو"هللو يعني مرحبا" عن نص لطارق الباشا وإخراج فؤاد اليمين ومدة هذا العرض الذي ينتجه مسرح "شمس" اللبناني سبعون دقيقة يروي ضمن أحداثه العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة والحاكم والمحكوم من خلال جريمة قتل تقع في مقهى يتدخل في ملابساتها الأمن.. مشاهد "هللو تعني مرحبا" تحيل المشاهد ذهنيا على الحرب الأهلية اللبنانية. أمّا العمل الثالث والذي تلتقي فيه أسماء فنية تونسية مع مخرج عراقي فهو "برونتو قاقا" عن نص لنضال قيقة وإخراج مهند الهادي ويصور اندلاع حرب أهلية في العاصمة بين أطراف اجتماعية وعرقية وسياسية ترفض التواصل فيما بينها رامين بعرض الحائط مصلحة الوطن فيتسبب الاعتقاد بأن الحياة أهم من أن تهدر في النظام في سلبية الرأي العام المعلق بين الصمود أو الانتظار أو الرحيل. تجدر الإشارة إلى أن عروض تظاهرة "النص المسرحي العربي المعاصر" سيتم عرضها في كل من نابل وسوسة وصفاقس إلى جانب عروضها المقترحة بفضاء التياترو وقد أوضحت زينب فرحات في هذا الإطار أن الوضع الأمني الغير مستقر عرقل عديد المشاريع والخطوات كانت تأمل في تحقيقها في أنحاء من البلاد على غرار مدينتي القصرين وسيدي بوزيد.