توج شريط "صامدون" للمخرجين مروان الطرابلسي وعربية العباسي بالجائزة الأولى لأفضل فيلم وثائقي قصير(الجمل الذهبي) لأيام الوثائقي بدوز في دورته الثانية، حيث سبق لهذا الشريط أن اختير من قبل أيام قرطاج السينمائية في دورتها الأخيرة ضمن عروض"الاختيار الرسمي" للمهرجان وحظي بإقبال جماهيري وردود أفعال ايجابية من الحاضرين حسب ما أكدته"للصباح" السينمائية عربية العباسية. ويطرح "صامدون" ومضات من الحياة الاجتماعية ومعاناة متساكني الأحياء المهمشة من خلال حكاية رياض الرجل الذي يعيل أبناءه وعائلته وهو حامل لإعاقة جسدية ويكسب عيشه بكرامة وذلك في حي"السيدة". وبينت محدثتنا أن شريط "صامدون" يندرج ضمن الأعمال الفنية التسجيلية الاجتماعية التي تهدف للكشف عن المشاكل العالقة والأوضاع المزرية لعديد الفئات الاجتماعية وأضافت عربية العباسي أنها عملت مع زميلها مروان الطرابلسي في إخراج "صامدون" على عدد من المواضيع الاجتماعية اختار منها منتج الفيلم وهو المعهد العربي لحقوق الإنسان حكاية رياض من حي السيدة مشيرة إلى أن الجمعيات ومكونات المجتمع المدني أصبحت تحارب في الفقر والخصاصة وحيدة دون مساعدة الدولة فأصحاب الكراسي همشوا قضايا هؤلاء المنسيين اجتماعيا. وعن الإخراج الثنائي ومدى إضافته للعمل السينمائي والتوثيقي قالت عربية العباسي أن اشتراكها مع مروان الطرابلسي في الاهتمامات ذاتها على غرار الرسم والتصوير والسينما ساهم في تطوير الطرح الفني والتقني لشريطهما فيما نافت أن يكون في تزايد الأعمال السينمائية الروائية القصيرة والتسجيلية مؤشرا عن ارتفاع نسب الدعم للثقافة في بلادنا بعد الثورة قائلة:" العمل الوثائقي لا يكلف الكثير ويمكن لمخرج شاب انجاز شريط وثائقي بأقل التكاليف وبتقنية عالية على عكس الروائي الذي يحتاج لتمويل ودعم من وزارة الثقافة وشركات الإنتاج السينمائي." ومن المنتظر أن يشارك فيلم"صامدون" ومدته 20 دقيقة عن سيناريو لعربية العباسي وتصوير وتركيب مروان الطرابلسي في أكثر من مهرجان دولي تجدر الإشارة إلى أن السينمائية عربية العباسي قدمت تجربتين في مجال السينما الروائية القصيرة منها شريط "دنيا" وتستعد لانجاز مشروع تسجيلي وآخر روائي في الأشهر القليلة القادمة فيما يعمل مروان الطرابلسي-وهو فوتوغرافي وسينمائي محترف توج في أكثر من مناسبة دولية في كل من ايطاليا والمغرب ونيجيريا وفرنسا عن أعماله الفوتوغرافية وأفلامه- على مونتاج شريطه القصير الجديد ويسعى حاليا لتوفير تمويلات لفيلمه الطويل الأول.