نزّل نعمان الحمروني منسق البرنامج الثقافي الذي أعده المرصد الوطني للشباب بالتعاون مع سفارة بريطانيا في تونس"أغورا... حوار المدينة" في دورته الأولى في خانة المبادرات العملية الهامة التي تهدف إلى دعم وإبراز القدرات الإبداعية للشباب في عديد المجالات الفنية والثقافية وتسهيل عملية التحاور مع الآخر بما يمكنهم من آليات التعامل والتحاور وقبول الآخر وذلك من خلال ما يتيحه هذا البرنامج الثقافي في شكله والإبداعي التربوي والعلمي في أبعاده وأهدافه من آليات تحقيق ذلك أو التأسيس لقواعد تعاون وتعبير وإبداع عبر مجالات فنية مختلفة. وعلل ذلك بتأكيده على أهمية المسائل التي يدور حولها البرنامج الذي انطلق في بعض فقراته منذ بداية الأسبوع الجاري ويتواصل إلى غاية 29 من الشهر الجاري فيما تتواصل بعض الفقرات من البرنامج خلال الشهرين القادمين من السنة القادمة حسب تأكيده. علما وأن المرصد الوطني للشباب سبق أن نظم عديد البرامج الوطنية والدولية في مجالات رياضية وتربوية وعلمية ومثل البرنامج الثقافي بادرة هامة نظرا لأهمية الأهداف التي يقوم عليها من ناحية وأحقية الشريحة العمرية والاجتماعية لمثل هذا البرنامج. أما فيما يتعلق بالخطوط العريضة للبرنامج فبيّن منسقه أنه موجه بالأساس إلى شريحة الشباب ويوفر فرص المشاركة في ورشات تكوين احترافية وذلك بالتركيز على مواضيع من راهن المجتمع التونسي وتحديدا الشباب بشكل يعكس تطلعاتهم إلى الحرية وإثبات الذات وذلك في مجالات ثقافية مختلفة بما يسمح بتأهيل المشاركين فيه وتسهيل إدماجهم الثقافي والمهني على حد السواء. كما أوضح محدثنا في ذات الإطار قائلا:" تم الاتفاق بين الأطراف المنظمة لبرنامج"أغورا.. حوار المدينة" بما تعنيه كلمة "أغورا" اليونانية من معنى التحاور أو الفوروم، على ثلاثة مجالات يهتم الأول بكتابة السيناريو والإخراج السينمائي فيما يخصص الجانب الثاني إلى الفنون التشكيلية وتحديدا إلى التصوير الفوتوغرافي أما المجال الثالث فيفسح المجال في ورشاته إلى التكوين والتدريب المسرحي." مشاركة مفتوحة انطلقت بعض فقرات البرنامج التنشيطية بالأساس والمتمثلة في بعث إذاعات محلية في عديد الأحياء من العاصمة منذ اليوم الإثنين الماضي فضلا عن انطلاق الورشات الخاصة بالفنون التشكيلية والتصوير الفوتغرافي لفضاء الأرتيستو بالبلفيدير. ويشارك في هذه الورشات ما لا يقل عن ثمانين شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة من بينهم عشرين مشاركا من المناطق الداخلية حسبما أكد ذلك نعمان الحمروني. كما أفاد أن البرنامج يمكن المشاركين بعد نهاية فترة التربص من الخاص بهذا المجال باختيار موضوع من المشغل اليومي للشباب التونسي لينظم لهم معرضا في التصوير الفوتغرافي وذلك بعد نهاية فترة التربص. أما في المجال الثاني ويتعلق بكتابة السيناريو والإخراج السينمائي فيتواصل من 24 إلى 28 من الشهر الجاري. ويشرف عليه كل من المخرجين لطفي الصيد من تونس وسامر شوراي من سوريا. ويشمل السيناريو الخاص بمخلف الأنماط السينمائية الروائية منها أو الوثائقية القصيرة والطويلة. ليتوج التربص بإنجاز فيلم يطرح قاضايا ومشاغل الشباب في بلادنا اليوم خاصة أن المجال في المشاركة في هذا التربص مفتوحة بالأساس للمولعين بالفن السابع أو حاملي شهائد عليا في مختلف الاختصاصات ذات العلاقة بالميدان. أما فيما يتعلق بالمسرح فأفاد نعمان الحمروني أنه تم تكليف المخرج المسرحي الشاذلي العرفاوي للتحضير لدورة تدريبية وتكوينية يفسح فيها المجال للجانحين المقيمين في مركز ملاحظة الأحداث بمنوبة. وعلى خلاف التربصات السابقة ستكون مدة التربص هذه على امتداد ثلاثة أشهر. تتمثل في تنظيم ورشات في الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية. لتكون كل الحصص التكوينية مصورة موثقة يتم إصدارها في فيلم وثائقي يعرض بعد انتهاء المدة الخاصة بهذا البرنامج. وفسر منسق البرنامج سبب اختيار هذه الشريحة من الشباب التونسي بأن النية تتجه إلى العناية بهؤلاء الذين اعتبرهم ضحايا وجب العمل على منحهم الثقة في النفس حتى يتسنى إعادة إدماجهم في المجتمع من خلال اكتشاف الجوانب الفنية فيهم ومنحهم فرصة للعطاء والإبداع على نحو توجه طاقاتهم إلى ما هو إنساني بحت.