وسط حضور مكثف ضم عددا من الأساتذة الجامعيين ومتفقدي اللغة الاسبانية والشعراء والكتاب التونسيين والاسبان والطلبة وخاصة منهم طلبة المرحلة الثالثة لغة وحضارة اسبانية افتتح وزير الثقافة السيد مهدي المبروك صباح أمس الثلاثاء الملتقى التونسي الاسباني الثاني للمفكرين والكتاب الذي تنظمه الجمعية التونسية لدارسي اللغة الاسبانية وآدابها والجمعية الاسبانية للمهتمين بثقافات إفريقيا. والملتقى التونسي الاسباني الثاني للمفكرين والكتاب حسبما جاء في كلمة السيد رضا مامي رئيس الجمعية التونسية لدارسي اللغة الاسبانية وآدابها تنتظم دورته الثانية تحت شعار"عدنا"ولكنها عودة لا تكرر ما تم البدء فيه وإنما هو استئناف في لقاء ثان ما وعدت به الدورة الأولى من هذا الملتقى وهي عودة للإيفاء بالوعود بان يكون اللقاء حفلا للصداقة في كنف الضيافة.. ضيافة الأدب والفكر والتاريخ. فتكوين الجمعية والتمكن من عقد هذه الصداقة والكلام هنا لرضا مامي:" كان مجرد حلم طالما راودني مثلما راود ثلة من زملائي وطلبتنا لتكوين هيكل يجمع شتات المهتمين باللغة الاسبانية وثقافتها." نبعت فكرة عقد مؤتمر دولي بين رجال الفكر والأدب والثقافة والإعلام التونسيين والاسبان من الشعور بالحاجة الماسة إلى توفير فرصة للتعارف والتلاقي والتباحث والنقاش والتعايش والاحتكاك وتقديم محاضرات علمية في شتى المجالات التي تخص الرواية والشعر والقصة والصحافة وإضاءة منارات الثقافة في تونسواسبانيا بعد أن بدأت أضواؤها تخبو وبعد أن تراجعت عناية الناس بالثقافة والأدب في العالم لأسباب شتى منها الأزمات الاقتصادية وطغيان النزعة المادية بين فئات المجتمعات. حلم.. صعوبات وعراقيل كبيرة ولكن هذا الحلم الكبير واجه حسب تصريح الأستاذ رضا ماي ل"الصباح "صعوبات وعراقيل كبيرة باعتبار ان الجمعية التونسية لدارسي اللغة الاسبانية وآدابها فتية ولا يتجاوز عمرها سنة واحدة وباعتبار انعدام مواردها المالية ولكن عزم أعضائها كان كبيرا وحبهم للأدب والثقافة وإيمانهم بنبل الرسالة كان اكبر من الصعوبات والعراقيل حيث تمكنت من عقد هذا اللقاء وجمعت شمل الثقافة التونسية والاسبانية وربطت جسورا للتواصل بينهما وقربت بين أهليهما وهو ما أكد عليه ممثل السفارة الاسبانية بتونس في كلمته الوجيزة التي ركز فيها على ضرورة تدعيم سبل التعاون الثقافي التونسي الاسباني والعمل على إحياء الروابط التاريخية بين تونسواسبانيا وإيجاد المزيد من فرص التعارف بين مبدعي البلدين لإخصاب المشهدين الثقافيين. تصحيح صورة نمطية قاسية على تونس وزير الثقافة السيد المهدي المبروك وفي تصريح خص به جريدة "الصباح "قال: لقد حضرت الدورة الأولى من هذا الملتقى كأستاذ ولمست الحلم الكبير الذي يراود منظميه واحضره اليوم كوزير وأنا سعيد بالتمكن من تحقيق هذا الحلم وهذا التواصل المحمود لأنني اعتقد ان بلادنا تحتاج في فضائها المتوسطي إلى مثل هذا اللقاء والحوار خاصة وانه هناك صورة نمطية قاسية على تونس نحتاج اليوم الى تصحيحها عبر مد جسور التواصل هذه مع اسبانيا وغيرها من الدول. ونحن نحتاج اليوم كذلك إلى مد جسور الصداقة مع اسبانيا بالذات لأنه بإمكانها ان تفتح لنا عبر اللغة طبعا مجالات أوسع للتعامل والتعاون مع بلدان أمريكا الجنوبية الذين يتحدثون اللغة الاسبانية. واعتقد أيضا ان الحوار الثقافي مع اسبانيا بالذات هام لان اسبانيا راكمت معارف في تامين الانتقال الديمقراطي والسياسي في بعده الثقافي وهي نموذج لانتقال ديمقراطي هادئ يمكن ان نستلهم منه وان نستفيد. فرصة طالما تاق اليها المثقف الاسباني واذا كان هذا الملتقى حسب ما جاء في كلمة الكاتب والشاعر اباسيليو رودريغاث كانيادا رئيس الجمعية الاسبانية للمهتمين بثقافات افريقيا فرصة طالما تاق اليها المثقف الاسباني-باعتبار ان تونسواسبانيا قد تقاسمتا العديد من الصفحات في التاريخ المشترك وهو ما يمكن ملاحظته في كتب النصوص بالرغم من ان هذه التفاعلات لم تكن دائما معروفة او محللة بالقدر الكافي-ومناسبة ليطلعوا على تجارب إبداعية تونسيةأصيلة في مجال النقد والرواية والشعر والكتابة بصفة عامة فانه اي الملتقى بالنسبة للروائي التونسي حسنين بن عمو فرصة خارقة للعادة نحو التلاقي ونحو إرساء جسور التواصل لإفهام الجيل الحالي تجاذبات الأجيال الماضية التي كانت تتحكم فيها الجيوسياسية بالعقلية التصادمية لذلك وجب حسب رأيه بناء جسور متعددة ليلتقي سكان الضفاف المتقابلة على الأقل على بساط الفكر والرواية والكلمة. وحسنين بن عمو تقريبا مختص في الكتابة عن الاسبان في تونس وعن العرب في اسبانيا فروايته"رحمانة" أرخت لبداية الحضورالاسباني في تونس ورواية " باب الفلة" كانت عن نهايته في بلادنا وقد أرخ بن عمو الحقبة المورسكية والأندلسية ومعاناة الشعب الموريسكي زمن محاكم التفتيش ثم الطرد النهائي وحلول فلولهم بتونس. موضوع الملتقى لم يستهو الأدباء والباحثين والاعلامين والطلبة فقط وإنما أيضا متفقدي اللغة الاسبانية في تونس حيث التقت "الصباح" الأستاذ خالد الطرودي متفقد اللغة الاسبانية في ولايات الجنوب السبع فركز في تصريحه على أهمية الملتقى لتدعيم الروابط الثقافية على مستوى الأدب والفكر والتحصيل العلمي وخاصة بالنسبة لطلبة المرحلة الثالثة اختصاص لغة وحضارة اسبانية وأشار الي أهمية اللغة الاسبانية وأهمية إقبال التلاميذ عليها حيت انها موجودة في معاهد 23 ولاية من جملة 24 وحاليا هناك عمل جاد على تدريس هذه اللغة في ولاية توزر كذلك. أعمال هذا الملتقى تتواصل إلى غاية يوم 5 نوفمبر وتدور في عدة فضاءات ثقافية وجامعية كالمكتبة الوطنية ومركز الفاضل بن عاشور وقصر العبدلية وجامعة منوبة.