في ظل ركود الساحة الثقافية في بلادنا والمتعلقة بالفن الرابع تحديدا لعدة أسباب، انطلقت بعض الأطراف في البحث والإعداد لتظاهرات وأنشطة ذات صبغة دولية من أجل تحريك القطاع المسرحي تحديدا على امل المحافظة على هامش الحرية كمكسب تحقق بعد ثورة 14 جانفي. ولعل أبرز خطوة في ذات الإطار ما قام به المسرحي سليم الصنهاجي رئيس اتحاد الممثلين في تونس باعتباره يمثل تونس في الهيئة العربية للمسرح. إذ أسفرت المساعي عن اختيار تونس لاحتضان الدورة التمهيدية الأولى للمهرجان العربي للمسرح الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بصفة دورية كل سنة في بلد عربي. علما أن هذه التظاهرة الفتية التي ستنتظم في أواخر شهر أكتوبر القادم ببلادنا مفتوحة أمام كل الراغبين في المشاركة في هذه التظاهرة العربية. وأكد سليم الصنهاجي في ذات الإطار أنه بصدد تقبل الأعمال التونسية المترشحة للجائزة الكبرى لهذا المهرجان أو لاختيار المسرحية التي تشارك على هامش هذا المهرجان الدولي في دورته الخامسة التي ستدور في شهر فيفري القادم بالكويت. مع العلم أن مجال المشاركة في الدورة التمهيدية بتونس التي تشرف عليها لجنة تحكيم تابعة للهيئة العربية للفن الرابع بصفتها الجهة المنظمة والمشرفة على المهرجان متاح.وفيما يتعلق بالأعمال التي قدمت ترشحاتها للمشاركة في هذه الدروة التمهيدية أكد نفس المصدر أن أبواب الترشح لا تزال مفتوحة وأن هناك عددا هاما من المسرحيات تقدمت بطلب الترشح من بينها "طواسين" لحافظ بن خليفة وغيرها من المسرحيات الأخرى على غرار التي انتجتها أربعة مراكز للفنون الدرامية والركحية ببلادنا مؤخرا. ظرفيّة التّحدّي وعلل سليم الصنهاجي سبب تأخر الحسم في الترشحات إلى حد هذه الفترة بأن الضغوطات المسلطة على كل ما له علاقة بالابداع والرأي والتعبير دفعت أهل القطاع إلى الإحجام عن الترشح واعتبر ما تعرض له بعض المسرحيين أو الفنانين أو المفكرين من اعتداءات أثرت سلبا على المشهد الثقافي في شموليته وأبعاده. وقال في ذات الإطار:" يؤسفني أن يحدث في تونس بعد ثورة 14 جانفي اعتداءات متكررة وهجمات شرسة على القطاع الثقافي والفكري بمختلف تمظهراته ورموزه في ظل حكومة منتخبة". لذلك دعا أهل القطاع وكل التونسيين إلى عدم الحياد عن درب الحرية الذي لطالما رنوا إليه زمن النظام الديكتاتوري بالعمل على تطويعه على النحو الذي يجعل من بلادنا منارة للابداع وقلعة للفكر النير بالتصدي للنوايا التدميرية. كما اعتبر أن المشاركة في مثل هذه التظاهرات أو العودة إلى دائرة النشاط والانتاج والعروض بشكل مكثف من العوامل التي من شأنها أن تساهم في تحقيق الأهداف المنشودة على اعتبار أن الشان الثقافي والفكري من أوكد آليات الحث على الابداع والانتاج ومن ثمة فتح مجال التحدي لتحقيق التنمية.