توافدت جماهير مهرجان قرطاج في دورته 48 ليلة السبت 28 جويلية بأعداد قياسية لمواكبة حفل يؤمنه كل من وائل جسار ورامي عياش.. وكعادة السهرات اللبنانية بمهرجاناتنا التونسية غاصت المدارج بصرخات المعجبات وهستيريا الانبهار بالقادمين من وطن عليسة إلى مفرها قرطاج.. وفي حدود العاشرة والنصف أطل الفنان وائل جسار صاحب المبيعات الأفضل في تونس ما بعد الثورة على مستوى الفنانين العرب من خلال ألبومه" كل دقيقة شخصية".. وائل جسار، الذي يعود مجددا لقرطاج، أذهله استقبال الجمهور العريض له ولعّله تساءل في قرارة نفسه "هل تستحق ألبوماتي الأخيرة كل هذه الشعبية.." فهذا المطرب رغم انشغاله على الأعمال الطربية في بداياته وتميزه مقارنة بأبناء جيله الفني إلا أن غناءه في قرطاج 2010 لم يمنحه كل هذه الجماهيرية على غرار سهرة السبت الماضي.. جديد وائل جسار الغنائي وجد مؤخرا صداه في قرطاج ولدى جمهوره ودعمت أرقام سوق الكاسات في بلادنا وفي هذا السياق أكد المطرب اللبناني ل"الصباح" أن صعوده عل المسارح العربية الكبرى وأهمها قرطاج وجرش دليل على نجاح أعماله وخياراته الفنية غير أن ما شد انتباهنا في هذه السهرة اللبنانية أن نجاحات جسار لم تكن بلهجة بلاده وإنمّا بلكنة المصريين فردد صحبة الجمهور أعمال من ألبومه الأخير"كل دقيقة شخصية" ومنها "خليني ذكرى"، التي أعادها لأكثر من مرة استجابة لمعجبيه اللذين كانوا من الجنسين وهي ميزة نادرا ما نجدها في جماهير مطرب لبناني من الرجال باعتبار أغلب معجبيهم من العنصر النسائي. الجزء الأول من سهرة قرطاج ليلة السبت تميز بحضور الطرب وأشهر أعمال وائل جسار ومنها "مشيت خلاص" و"غريبة الناس" و"في خطوتك سكتي" إضافة إلى إيقاعات العتابا والميجانا فغنى "ميل ياغزيل" و"دخل عيونك" كما ردد الفنان اللبناني أغنية الجموسي"أصل الزين في العينيين" ولاقت هذه الالتفاتة ترحيبا كبيرا من الجمهور الحاضر حتى أن بعضه راح يردد هذه الأغنية وهو يغادر مدارج قرطاج في حدود الثانية صباحا. وعلى عكس بساطة إطلالة وائل جسار على جمهور قرطاج أضيء المسرح قبل صعود مواطنه رامي عياش في الجزء الثاني من السهرة بالمشاعل وبرزت صور الفنان اللبناني على جوانب الركح معنونة بلقب "بوب ستار" فيما احتلت شاشة عملاقة الفضاء لتبث صور هذا الفنان... هذا "الشو" لم يقتصر على رامي عياش فحسب بل اكتشفنا خلال انتظارنا لظهوره على ركح أنها صفة مميزة لأعضاء فرقته حيث أخذ جميعها خصوصا الفتيات في التقاط صور تذكارية على الركح والجمهور يتنظر وعدد من الفتيات المراهقات يصرخون "رامي.. رامي" ممّا أثار سخرية بعض الحاضرين من جمهور وائل جسار واعتبر الفرق شاسع بين مطربهم ومواطنه. وأطل رامي عياش ليردد مجموعة من أغانيه الخاصة على غرار "يامسهرني" و"الناس رايقة" و"مبروك مبروك" و"جاي أفرح فيك" وأخرى بعنوان "التفاحة" وقد لاحظنا عدم حفظ الجمهور لأغانيه حتى أن المغني اللبناني التجأ لإحدى أغنيات العندليب الأسمر ليحظى بتفاعل الجمهور.. هذا هو رامي عياش الذي أثار سخط الجمهور حتى أن مجموعة منهم التحقوا بالمكان المخصص للصحافيين ليعبروا عن موقفهم الرافض لحضور رامي عياش ضمن برمجة قرطاج وقالت إحداهن: "أخبروا وزير الثقافة أن فضل شاكر وشيرين ونانسي عجرم أفضل من هذا المطرب وأحق بقرطاج فتارة يتراقص وطورا يغازل معجباته ويخلع سترته..". من جهته لم ينس رامي عياش شكر وزير الثقافة مهدي مبروك على الفرصة التي منحه إياها لاعتلاء ركح قرطاج الأثري ونحن نعتقد أن وزيرنا دحض نظريته بنفسه ولم نبذل جهدا كبيرا لنثبت فشل قراراته الخاصة ببرمجة مهرجان قرطاج فالفن الراقي الذي يتحدث عنه والذي يسعى لإدراجه في خيارات هذا المهرجان أنتج سهرة يؤمنها رامي عياش الذي خانته إمكانياته وثقته بنفسه أمام عراقة هذا المسرح ومتابعتنا لسهرات سابقة في قرطاج - لم يكن فيها مهدي مبروك وزير ا للثقافة- تؤكد رضا الجمهور التونسي على أداء مطربين مثل شيرين عبد الوهاب وفضل شاكر ونانسي عجرم.. وحتى لا نعود مجددا لتصريحات وزير الثقافة والمشهورة بعبارة "على جثتي" برمجة فلان أو فلان.. نسوق ملاحظة مختصرة فحسب وهي أن رامي عياش وفنه ليس بأرقى من أعمال من يرفض برمجتهم مهدي مبروك في قرطاج بل هم أكثر منه شعبية إن تحدثنا عن مسألة إنعاش خزينة المهرجان وأكثر منه تحفظا إن تحدثنا الكليبات المصورة أو السلوك المرافق لحضورهم على الركح!