شهدت جهات القصرين وسيدي بوزيد خلال الأيام الأخيرة جملة من التحركات على خلفية المطالبة باستحقاقات عمال الحضائر الذين يعدون بالآلاف ولم يحضوا بأجورهم لمدة شهرين، وعرفت جهات أخرى من أبرزها المهدية وصفاقس والقيروان على وجه الخصوص عطشا نتيجة تواصل انقطاع الماء الصالح للشرب لمدة بلغت لحد الآن أكثر من عشرة أيام. هذا الواقع الذي تمر به هذه الجهات وسكانها صعب ويتطلب التدخل السريع من قبل الحكومة، خاصة أن السلط الجهوية و المحلية في هذه الجهات قد عجزت عن حل الأشكال سواء في ما تعلق بعودة انسياب الماء الصالح للشراب أو بخصوص استحقاقات عمال الحضائر الذين لا دخل لهم سوى أجورهم تلك. ونعتقد أن هذه الاستحقاقات قد باتت تمثل أولوية قصوى في هذه الجهات التي تنعدم فيها مرافق حياتية أساسية وأخرى مالية في شهر رمضان، وأن جملة البرامج التنموية التي تحدثت عنها الحكومة ضمن ما أعلنت عنه في الفترة الأخيرة لانجازها في هذه الجهات تصبح ثانوية أمام هذه الاستحقاقات العاجلة التي تتوقف عندها حياة السكان في هذه الجهات باعتبارها لا تتطلب التأخير. إن واقع سكان هذه الجهات صعب للغاية، وهو من الاشكالات التي وجب أن تتدخل الحكومة وتسرع في حلها، وأن المزايدة على سكان تحت تعلات وأسباب واهية لا تقدم الأمور في شيء، ولهذا كله تبقى مطالب الماء الصالح للشراب والاستحقاقات المالية لعمال الحضائر من أوكد المطالب التي يجب تحقيقها قبل فوات الأوان. فهل تتلافى الحكومة هذا الأشكال وتسارع بضخ الماء الصالح للشراب في جهات تموت عطشا وتسدد أيضا أجور عمال الحضائر وتقى نفسها من تطورات الوضع المنذر بالانفجار نتيجة العطش والفاقة اللذين يمر بهما سكان هذه الجهات؟