يعتزم الشاعر سوف عبيد تأسيس ناد للشعر يفتتحه يوم الجمعة 15 جوان الحالي ليكون فضاء للشعر وأحبائه وليلتقي فيه الشعراء والأدباء والمبدعون والمثقفون في كنف الإخاء والاِحترام والحوار ومن أجل تطوير المدوّنة الشعرية التونسية نحو الاِبتكار والإضافة ضمن مشروع ثقافي جديد منبثق من طموحات تونسالجديدة وأحلامها ولأنه سبق لسوف عبيد أن أسس نفس النادي في أواسط السبعينات وأعاد بعث الروح فيه في السنوات الأخيرة بدار الثقافة ابن خلدون ثم تخلى عنه سألته «الصباح» عن سبب هذا التخلي وعما يجعله يعتقد أن هذا الفضاء الجديد سيجد الإقبال المنتظر والحال أن المثقفين يهجرون هذه الفضاءات بعد أن وجد الكل في الفايسبوك ضالتهم وأصبحوا ينشرون إنتاجهم دون وصاية ولا حاجة لمجرب أو مبدع يقدمهم إلى الساحة الأدبية فقال:» بالنسبة إلى نادي الشعر في دار الثقافة ابن خلدون فإن سبب انقطاعه كان بإيعاز من وزارة الثقافة التي استجابت إلى تشكيات بعضهم من هيئة اتحاد الكتاب الذين ساءهم أن يأتي الأدباء إلى دار الثقافة ويهجروا نادي الاتحاد.... وذلك عهد قاسينا فيه الكثير من الضغوط...أما هذا النادي فسيكون للشعراء الذين يريدون أن يطوروا من مسيرتهم أساسا ونحاول من خلاله تنشيط الحياة الأدبية قدر الإمكان في هذا الزمن الجديد وحسبنا أن نحاول دائما وأن لا نركن إلى الجمود والبكاء.. وفي حديثه عن إصراره على بعث نادي الشعر رغم العراقيل أكد عبيد على انه حلم يريد به مواصلةً جهود بذلها ذلك الجيل المؤسس حين اِنخراط في تنشيط الحياة الثقافة التونسية الزاخرة بمختلف الطاقات والإبداعات في جميع المجالات. وأضاف أن الهدف منه سيكون فتح الآفاق أمام المواهب الشعرية لترسيخ مسيرتها ومتابعة الإنجازات الشعرية والنقدية لأعضاء النادي وضيوفه ودراسة العلامات الشعرية التونسية والعربية وفي مختلف الثقافات قديما وحديثا ومطارحة المسائل الأدبية والفكرية والفنية والثقافية والتعاون مع النوادي الأدبية والجمعيات والمؤسسات الثقافية من أجل إشعاع الأدب التونسي وتطوّره داخل البلاد وخارجها وذلك من خلال جلساتٍ أسبوعية في رحاب نادي أبو القاسم الشابي واِستضافة الشعراء والأدباء والمثقفين من داخل البلاد وخارجها والتنقل إلى الفضاءات والمنابر الأدبية والثقافية داخل البلاد وخارجها والتعاون مع المجلاّت الأدبية والثقافية ودُور النشر وتنظيم ندوات مختصّة في الشعر ونشر أعمالها والاِحتفاء بالشعراء والأدباء والمبدعين ومختلف المثقفين. وفي حديثه عن سبب اختياره النادي الثقافي أبو القاسم الشابي كمقر لنادي الشعر والحال أن النادي مختص في الاهتمام بالقصة قال سوف عبيد انه منذ نصف قرن... أي في سنة 1962 تأسّس النادي الثقافي أبو القاسم الشابي بضاحية الوردية لتونس العاصمة على عين فضاء ثقافي كان للجالية الأوروبية وذلك عندما اِنبرت نخبة من المثقفين التونسيين فأسّسوا مجموعة من النوادي الثقافية مثل نادي الطاهر الحداد بحديقة البلفدير الذي اِنتقل سنة 1973 إلى المدينة العتيقة ومثل نادي علي البلهوان بنهج فلسطين وقد ساهمت هذه النوادي بقدر متفاوت في السنوات الأولى من تأسيسها في تنشيط الحياة الثقافية بالعاصمة إضافة إلى دار الثقافة اِبن خلدون ودار الثقافة اِبن رشيق ممّا جعل النادي صرحا ثقافيا عتيدا ما فتئ يساهم بعطاءات مختلف أعضائه المتوالين في الحياة الأدبية التونسية بلا كلل ولا ملل جيلا بعد جيل.