أثارت إقالة عبد القادر اللباوي رئيس مدير عام القطب الصناعي والتكنولوجي بالقصرين من منصبه وتعيين الكاتب العام الجهوي لحركة النهضة مكانه غضب أهالي الجهة الذين ندّدوا بهذا التعيين لكونه تمّ على أساس الانتماء الحزبي وليس على أساس مبدأي الخبرة والكفاءة. في هذا الإطار، قال محمد الصغير السائحي كاتب عام مساعد الاتحاد الجهوي بالقصرين ل«الأسبوعي»: «نحن نرفض بشدّة هذا النوع من التعيينات الذي لا يتماشى إلا مع منطق فتح الطريق أمام التوظيف السياسي والهيمنة الحزبية». واعتبر محدّثنا أنّ إقالة شخص ذو كفاءة من منصبه واستبداله بكاتب عام حزب سياسي ذو وزن في الحكومة «لا يمثّل سوى رجوعا إلى مربّع الاستبداد الذي قطعت معه البلاد يوم 14 جانفي»، على حدّ قوله. وعرفت جهة القصرين مساء أوّل أمس السبت عدّة أحداث(حرق عجلات وعنف) على خلفية تدخلّ وزير الصناعة في هذه التعيينات على أساس الانتماء الحزبي، وبلغ الأمر بالبعض إلى التهديد بالعصيان المدني إذا فرضت حركة النهضة تعييناتها. وأكدّ النقابي السايحي أنّ الاتحاد ضدّ كلّ محاولة للسيطرة على الإدارة التونسية، قائلا: «نحن لسنا ضدّ النهضة، وإنما ضدّ استبعاد الكفاءات وإتباع التوظيف السياسي الذي لا يخدم سوى مصالح حزبية ضيّقة». كما أفادنا كاتب عام الاتحاد الجهوي بالقصرين أنّ الجهة شهدت بالأمس حالة توترّ بسبب رواج إشاعة حول تعيين عبد القادر اللباوي على رأس الشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورق رغم كفاءة مديرها الحالي. وقال محدّثنا: «إن ثبتت صحّة هذه الإشاعة، فعلى وزير الصناعة والحكومة الحاليّة أن يعيا أنّهما يساهمان في خلق مناخ توترّ واحتقان بالجهة عوض الحرص على نشر الهدوء بالجهة»، مشيرا في هذا الإطار إلى رفض نقابتي أعوان وإطارات الشركة إقالة مديرهم الحالي. واعتبر محمد الصغير السائحي أنّ رواج هذه الإشاعة يهدف إلى الحدّ من غضب أهالي الجهة الذين أعربوا عن مساندتهم لعبد القادر اللباوي. ودعا في هذا الإطار الحكومة الحالية إلى النأي عن التسميات الفوقية والحزبية، قائلا: «التعيينات الخاضعة لمصالح حزبية لا تصدّر سوى التوترّ وتضرّ بالتنمية الجهوية وبالاقتصاد التونسي». وأفادنا كاتب عام الاتحاد أنّه إن لم تتراجع الحكومة عن قرارها، هناك إمكانية لاحتقان الوضع بالجهة وتنظيم إضراب عام، قائلا: «هناك حالة استقرار بالجهة حاليا باعتبار أنّ الإدارات مغلقة، لكن نخشى أن تتأزمّ الأوضاع اليوم». خولة السليتي
----
بيان شباب تالة من أصحاب المشاريع على إثر الأحداث التي شهدتها القصرين أول أمس، أصدر شباب تالة من أصحاب المشاريع بيانا حصلت «الأسبوعي» على نسخة منه جاء فيه: «إنّ مجموعة من شباب مدينة تالة من أصحاب المشاريع نندد بشدة بالحركة الارتجالية للحكومة، وما أكثرها، وذلك بإعفاء السيد عبد القادر اللباوي الرئيس المدير العام للقطب الصناعي بالقصرين بدعوة الترقية ولكنها حركة تنمّ عن سوء النية تجاه ولاية القصرين وذلك بحرمانها من أحد رجالاتها المخلصين الذين عملوا ويعملون جاهدين من أجل دفع التنمية بولاية القصرين.. وهو شخصية محترمة من قبل كل أهالي القصرين وخاصة الصناعيين وأصحاب المشاريع. والبديل هو شخص لا يفقه في المجال شيئا إنّما هو صنيعة هذه الحكومة التي انتهجت نهجا خلناه قد ذهب دون رجعة.. نهج البورقيبية التعسفية ونهج المحاباة والمحسوبية لبن علي وأزلامه. إننا كشبان باحثين نندد بهذه الممارسات ألا حكيمة للحكومة ومن والي القصرين وننبه أنه إن لم يتم التراجع عن هذا القرار الجائر سنغير شكل التنديد من البيانات إلى العمل الفعلي داخل الشارع.. من اعتصامات ومسيرات.. وإن لم تجد هذه الأشكال النضالية نفعا سنغيرها إلى ما هو أخطر وأشد وهو ما لا نتمناه أبدا. لذا نهيب بمكونات المجتمع المدني الغيورين على ولاية القصرين وشبابها ومستقبلها القيام بما يلزم حتى نحاول أن نتلافى ما لا يحمد عقباه. ألا قد بلّغنا.. اللهم فاشهد»