- قال السيد نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية ل الصباح على هامش ندوة علمية نظمتها أمس الأول الوزارة بالمعهد الأعلى للشريعة تحت عنوان المساجد في تونس بعد الثورة : الواقع والآفاق أنه سيقع خلال الأيام القليلة القادمة الإعلان عن آخر الإجراءات المتعلقة بملف العمرة والحج، مؤكدا أنّه لا يمكن التصريح الآن بأي خطوات تقوم بها الوزارة بالتنسيق مع الأطراف المعنية حتى يقع اكتمال كل المسائل والجزئيات المتعلقة بهذا الملف لحساسية الوضع ولأهمية هذه الشعائر التي نريدها أن تتم في أفضل الظروف بتجاوز كل العراقيل والمصاعب التي كان يمر بها المعتمرون وحجيج تونس في السابق. وفي كلمته الافتتاحية قال وزير الشؤون الدينية أنّه تمّ إحداث لجنتين الأولى لم يقع الاتفاق على تسميتها الأخيرة وإنما من المرجح إطلاق عليها اسم لجنة تقصي الحقائق في المساجد يُعهد إليها مهمة التنقل إلى مكان حدوث الاضطراب للاستماع إلى كل الأطراف ذات العلاقة بالموضوع وقد قامت اللجنة بزيارة عدة أماكن لتقصي الحقيقة كما تمّ إحداث لجنة ثانية وهي لجنة المتابعة المستمرة تتلقى عن طريق الهاتف والفاكس وعبر البريد الإلكتروني كل الأخبار والمستجدات التي تطرأ على المساجد بصفة يومية لتتم معالجتها. وقال الخادمي أن المساجد في تونس بعد الثورة آلت إلى ما آلت إليه سائر المؤسسات الأخرى من بعض الإنفلاتات وشيء من الاضطراب، والمساجد جزء من المجتمع التونسي والانفلات الذي شهده البعض منها محدود ومتفاوت من مسجد إلى آخر، والوضع الآن متوجه نحو الاستقرار والإصلاح ومن المنتظر أن تستقر الأمور نهائيا مع حلول شهر رمضان، كما سيقع الإعلان في القريب العاجل عن إحداث هيئة العلماء أو الحكماء من أهل الذكر. معالجة الوضع الحالي للمساجد يتم بطريقة حكيمة ورصينة تستند إلى ثلاثة أركان ركن أول المقاربة الشاملة لإحكام سير المساجد وللتفاعل مع ما يستجد من اضطرابات في الأثناء في تزايد وتناقص وللنظر في أسبابها إلى جانب الحل القانوني والإجرائي والإداري يجب أن يكون ثمرة وأثرا لهذه المقاربة، فتغيير إمام أو إنزاله قد لا يكون الإجراء القانوني كافيا لوحده لمعالجة هذه المعضلة لذلك يصبح للمقاربة الفكرية والعلمية الحل الأمثل، أما الركن الثالث والمتعلق بهذه الإجراءات يجب أن يبنى على ضوابط إسلامية بمعنى وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم ووقوع المحبة بينهم فلا تقوم الاتهامات من هنا وهناك، فالمسجد ليس للمناظرات والمجادلات والهرج والمرج فالمسجد للعبادات ولتلقي العلوم الشرعية ولأسئلة معينة والوعظ والإرشاد كما أكد السيد نور الدين الخادمي في بداية حديثه أن الوزارة عازمة على أن تنهض المؤسسة الزيتونية برسالتها التي افتقدتها قهرا وقصرا بمقتضى تخطيط منهجي معروف ومعلوم إيمان عبد اللطيف