تعتبر ولاية صفاقس من أهم الأقطاب التنموية بالجمهورية اعتبارا لوزنها الديمغرافي ودورها الهام في المسيرة الاقتصادية فهي تعد ما يزيد عن مليوني ساكن وهو ما يعادل عشر السكان البلاد وتمسح 7569 كلم أي ما يمثل 5 % من مساحة التراب التونسي. وبالرغم مما تتميز به الولاية من نشاط كثيف وحركية اقتصادية جعلتها قطبا تنمويا هاما في البلاد إلا أنها بقيت تشكو من نقص فادح في التجهيزات الجماعية والبنية التحتية وخصوصا في المناطق الداخلية للولاية التي لا تختلف كثيرا عن الولايات الداخلية ذات الأولوية وذلك نتيجة غياب استراتجية تنموية واضحة ونقص كبير في المشاريع العمومية على مدى العقود الماضية. إن هذه الولاية في حاجة أكيدة وملحة لوضع خطة تنموية تساهم في تحسين مستوى عيش متساكنيها وتدعم مكانتها لتساهم بشكل كبير في مزيد دفع مسيرة التنمية بالبلاد خاصة وأنها تتوفر على طاقات بشرية واقتصادية هامة. ذلك ما تم التأكيد عليه خلال مختلف اللقاءات والورشات التي تمت مؤخرا في إطار إعداد المقترحات الجهوية للميزانية التكميلية للسنة الحالية وتجدر الإشارة إلى ان المشاريع العمومية المقترحة بالولاية وكما جاء في الوثيقة المعدة للغرض الاجتماعي والنشاط الاقتصادي بالولاية تعلقت بالإشكاليات والمشاغل التي تعاني منها الجهة وخاصة ضعف البنية الأساسية وتواضع النشاط الاقتصادي بالجهات الداخلية للولاية، مما أحدث العديد من الاشكاليات المتصلة بتفشي البطالة واستفحال ظاهرة الهجرة. اضافة الى استفحال ظاهرة البطالة لدى خريجي التعليم العالي وضعف نسبة ربط المناطق الريفية بالماء الصالح للشراب فقد قدر عدد العائلات التي لا تتمتع بالماء الصالح للشراب بحولي 17 الف عائلة أغلبها متواجدة بالمعتمديات الداخلية (وضعف نسبة الربط بشبكة التطهير 70% مقابل 85% على مستوى وطني)وخاصة ببعض المناطق المتاخمة لصفاقس الكبرى وببلديات بئر علي والصخيرة ومنزل شاكر والغريبة. والنقص الكبير لمناطق صناعية مهيئة قادرة على استقطاب المستثمرين(207هك من 4000 هك على مستوى وطني) في حين أن هذه الولاية عرفت بنشاطها الاقتصادي الهام الذي يتطلب فضاءات ملائمة، اضافة الى محدودية الموارد المائية السطحية والعميقة (3% من المخزون الوطني) مع استغلال ضعيف للإمكانيات المتاحة من المياه المعالجة (أقل من 10% من الامكانيات المتاحة) والتأخر في إنجاز مشاريع المناطق السقوية العمومية حول الآبار العميقة وبالمياه المستعملة المعالجة. كما تشكو الطرقات المعبدة بالولاية من نقص فادح في الصيانة مما جعل نسبة هامة منها في حالة سيئة خصوصا بالمناطق البلدية لعدم قدرة بلديات الجهة على صيانتها، وكذلك الأمر بالنسبة للمسالك الريفية الموجودة فهي غير معبدة في معظمها حيث يبلغ طولها حوالي 4200 كلم منها 520 كلم معبد و3680 كلم غير معبد وهي تمثل نسبة 88%. كما تعاني مدينة صفاقس من اختناق حركة المرور وخاصة خلال أوقات الذروة. وانعدام الاستثمار السياحي بالجهة الذي لم يشهد النقلة النوعية المرجوة رغم التنوع الاقتصادي بالولاية.