علمت "الصباح" من مصادر رسمية انه تصل الليلة الى ميناء رادس باخرة قادمة من فرنسا محمّلة ب 5 الاف طن من مادة الغاز البترولي المسال، وستساعد هذه الكميات على عودة التزويد الى طبيعته انطلاقا من يوم غد الخميس على مستوى المناطق التي تشهد نقصا في هذه المادة. وحسب معلومات توفرت ل "الصباح" فقد ادت موجة البرد التي اجتاحت ولايات الشمال الغربي مؤخرا تزامنا مع النقص في مادة الغاز الى اقدام بعض متساكني الكاف اول امس الاثنين الى نهب ما يزيد عن 600 قارورة غاز من مستودع للغاز بالجهة. وفي هذا الشأن افاد مصدر من وزارة الصناعة والتكنولوجيا "انه تم الى حدود مساء امس نقل 2205 قارورة غاز الى الكاف الى جانب مناطق اخرى من الشمال علما وان المنطقة الصناعية بقابس هي التي وفرت هذه الكميات. وفي نفس السياق أفاد مصدر انه تم وضع برنامج يتمثل في توريد كميات من الغاز بعد اضطرابات التزويد حيث ستصل الى مينائي قابسورادس يومي 23 و24 من الشهر الجاري باخرتان قادمتان من فرنسا تحمل الاولى 6500 طن والثانية 3 الاف طن من مادة الغاز، كما ينتظر ان تصل يوم 29 من نفس الشهر باخرة قادمة من انقلترا تحمل 6الاف طن من الغاز. وحسب نفس المصدر فانه تأجل وصول باخرتين محملتين بالغاز من فرنسا الى يومي 29 و30 ديسمبر الجاري وذلك راجع الى سوء حالة الطقس في شمال فرنسا وانقلترا. كما افاد مصدرنا "ان نقص هذه المادة يعود الى عوامل مختلفة أولهّا الاحتجاجات في المنطقة الصناعية بقابس مما اضطر الى تعويض النقص في الكميات باللجوء الى مواقع انتاج أخرى ببنزرت ورادس وحلق الوادي إضافة الى نقل اغلب القوارير الى الجنوب مؤخرا مما أدى الى تراجع التزويد في ولايات الشمال".
25 بالمائة فقط
ومن جانه افاد الحبيب الملوح المدير المركزي لاستغلال والتزويد بالمواد البترولية بالشركة الوطنية لتوزيع البترول "عجيل" "الصباح"، بانّ هذا النقص في مادة الغاز يعود الى موجة الاحتجاجات بالمنطقة الصناعية بقابس منذ 12 نوفمبر الماضي والتي انجرّ عنها توقف نشاط 3 وحدات لتعبئة الغاز مما تسبب في توقف إنتاج قوارير الغاز ما أدى الى نفاذ هذه المادة في جهات الشمال تزامنا مع موجة البرد التي اجتاحت اغلب هذه الولايات والتي على أساسها أطلق سكان هذه الجهات صيحة فزع. واضاف نفس المصدر "ان الانتاج المحلي من مادة الغاز البترولي المسال لا يتعدى 25 بالمائة من حاجيات البلاد مما يجعنا نلجأ الى استيراد 75 بالمائة من الحاجيات الاستهلاكية واغلبها من الجزائر". كما تفيد معلومات توفرت لدينا بان كلفة أول باخرة محملة بالغاز البترولي المسال تصل الى تونس تقدر ب 7 ملايين دينار أي بما يساوي مليون و200 ألف دينار الطن الواحد.