ككل تونسي ينتمي الى هذه الارض تابعنا ما حدث على مدى الايام القليلة الماضية في مدينة سبيطلة من مظاهرالعنف على خلفية معركة بين شابين سرعان ما تطورت واتخذت أبعادا خطيرة عندما الت الى خسائر مادية جسيمة انتهت بفرض حظر الجولان على المدينة, وككل تونسي غيورعلى هذا الوطن الذي لا بديل عنه نتساءل متى كان للعروشية والطائفية موقع في العقلية التونسية؟ ومتى كانت القبلية سبب في اراقة الدم التونسي على يد مواطنه؟ ومتى كانت سبيطلة التي رسم التاريخ سجلها بأحرف من ذهب مسرحا للصراعات المفتعلة؟ ومتى كان التونسي يقبل بالانسياق الى مثل هذا الفخ؟؟؟ أسئلة تدرك أبعادها أصابع الفتن والاحقاد الخفية تلك التي تراهن على نشرالفساد بكل ما تعنيه هذه الكلمات من استهداف للتوافق بين مختلف الفئات الاجتماعية في البلاد ومن اثارة للنعرات والشكوك والمخاوف في النفوس و من تعطيل للمعركة السياسية بما يدفع البلاد الى متاهات المجهول . بل ان الحديث عن مواجهات متكررة بالاسلحة البيضاء والهراوات بين قبيلتي السويدان والهراهرة يبقى من الامورالتي يرفض المنطق تقبلها والتسليم بها لاسباب متعددة لعل أهمها أن التونسي الذي تكلم بصوت واحد يوم الرابع عشر من جانفي لانقاذ البلاد من ظلم واستبداد الحاكم وحاشيته لا يمكن أن يسمح اليوم بدفع البلاد الى نوع جديد من الاستبداد المقنع بغطاء العشائر... طبعا ليس الهدف من هذا الكلام تغليب منطق سياسة الهروب الى الامام أوالتعتيم أوتجاهل الاسباب الحقيقية وراء الاحداث المؤسفة التي عاشت على وقعها مدينة سبيطلة منذ نهاية الاسبوع, وليس الهدف أيضا من خلال هذا الموقع توجيه الدروس أوالمواعظ فأهل سبيطلة وعقلائها أكبرمن كل ذلك ولانشك لحظة واحدة في أنهم سيقدمون للجميع أفضل الدروس بأن العروشية لا وجود لها الا في بعض الاذهان العليلة المعادية لثورة الكرامة وما يتطلع اليه شعبنا من حرية وديموقراطية وعدالة اجتماعية حقيقية تقطع مع كل أنواع التمييز بين أبناء الوطن الواحد, وأن أهل سبيطلة حتما سيكذبون كل ما نشر من أخبارعن حرب أهلية وشيكة تهدد ثورة الكرامة الممتدة من تونس الى بقية العالم العربي ... رسالتنا اليوم الى أهلنا في سبيطلة كما الى كل تونسي فخور بالانتماء الى هذا الشعب ومع انطلاق عمليات التسجيل للناخبين استعدادا للانتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبرالقادم أن يستعد الناخبون لهذا الواجب في كل مكان وألا يؤجلواعملية التسجيل وأن يكونوا على الموعد لتكون صناديق الاقتراع هي الفيصل في تحديد المستقبل الذي سيختاره الشعب بعيدا عن كل أنواع الوصايةأوهيمنة أي طرف...