الحزب ينقسم إلى شقين.. والخصومة تقترب من "العنف" أعلن محمد البشير محلة نفسه أمينا عاما جديدا لحزب الوطن، مؤكدا أنه تقرر سحب الثقة من محمد جغام من على رأس الحزب وذلك إثر قرار اتخذته أغلبية المكتب السياسي للحزب. وكان ذلك في إطار ندوة صحفية نظمها أمس حزب الوطن قوبلت بحضور عدد قليل من ممثلي وسائل الإعلام ، وقرابة العشرين شخصا بما في ذلك عدد من أفراد عائلة محمد البشير محلة وعدد من الشبان الذين أتوا حاملين لافتات معادية لشق محلة. وكانت الندوة مقررة لتنطلق مع الساعة العاشرة والنصف صباحا غير أن المشرفين على تنظيمها خيروا تأخيرها إلى الحادية عشرة والنصف تقريبا وذلك لضآلة حضور ممثلين عن وسائل الإعلام.
تبرئة !
واعتبر البشير محلة أن هذه الندوة تأتي في إطار المستجدات التي شهدها الحزب إثر استقالة أحمد فريعة من مهامه كأمين عام للحزب والتطورات التي ظهرت على الساحة فيما بعد، معتبرا استقالة أحمد فريعة نتيجة موقف اتخذه منذ تأسيس الحزب وقال "هذا الموقف يدخل في إطار كونه أسس هذا الحزب لتمرير المشعل للشباب". وأكد محلة أن الظروف الداخلية عجلت هذه الاستقالة خاصة أن هناك مجموعة صغيرة من المؤثرين على محمد جغام سببت خلافات داخلية وهمية لخلق مشاكل، واعتبر محلة أن تصريحات جغام بعد استقالته "كانت لها أبعاد سيئة على الحزب". وأوضح البشير محلة أن الحزب يعمل من أجل تكريس 3 أهداف هي القطع مع الممارسات القديمة والقضاء على الدكتاتورية والفساد، وخلق طبقة سياسية جديدة في تونس وأيضا تمرير المشعل للشباب.
اشتباك
وأثناء انعقاد الندوة، دخل إلى القاعة عدد من الشبان استقلوا بزاوية من القاعة وسرعان ما رفعوا لافتات حملت الشعارات: " بشير محلة Dégage" و "محمد جغام الأمين العام للحزب" و"بشير محلة من أنتم؟". وهو ما جعل عددا من الحضور يردّ عليهم فسألهم أحدهم "من أية شعبة أتيتم؟." وتمسك الشباب بحقهم في التعبير عن رأيهم وأكدوا أنهم موالون لمحمد جغام الذي يعتبر حسب رأيهم "الأمين العام الحقيقي للحزب"، وكاد يصل الحدّ إلى تبادل العنف بعد تراشق للاتهامات بين هؤلاء الشباب وعدد من الحضور الموالين لبشير محلة مما استدعى تدخل الأمن الداخلي الخاص بالنزل الذي انتظمت فيه الندوة الصحفية.
ردّ
من ناحية أخرى أكد بيان أمضي باسم أحمد بوعجيلة الناطق الرسمي لحزب الوطن "شق أحمد جغام"، أن محمد البشير محلة لم تعد له أية صلة بحزب الوطن لا من بعيد ولا من قريب وأن صلته بحزب الوطن لم تكن تتعدى علاقته الشخصية بأحد أعضاء الهيئة التأسيسية للحزب. وجاء في نفس البيان أنه اتخذت "كل الإجراءات القانونية الاحتياطية التي تمنع البشير محلة أو غيره من أية أعمال أو إجراءات تمسّ بجوهر الحزب". وأعلن البيان أنه و"بقدر ما يتمسك حزب الوطن اليوم بالعمل في داخله بأحكام قانونه الأساسي، وما انبثقت عنه من قيادة وهياكل، فإنه يعلن أنه سيعقد خلال الأيام القادمة مؤتمره الأول وذلك لانتخاب قيادة جديدة للحزب تكون منبثقة من قواعده". ومن ناحية أخرى يعتبر البعض أن الحزب أحد ورثة التجمع الدستوري الديمقراطي كما يطلق عليه عدد من المتابعين، وقد تعرض منذ تأسيسه بعد الثورة إلى عدة صعوبات كان أهمها عدم تمكنه من عقد عدد من اجتماعاته في الجهات وذلك لرفض المواطنين لذلك أو في داخله بعد أن ظهرت خلافات عدة بين عدد من قياداته.