أكد قاسم قصير محلل استراتيجي وكاتب سياسي من لبنان ان القيادات الجديدة التي ستنبثق عن الثورات العربية ستعطي للوطن العربي دورا مهما في الواقعين العربي والعالمي دون ان يعني ذلك الاستغناء عن إقامة علاقات جيدة مع قوى التغيير في المنطقة سواء كانت ايران او تركيا. ولفت في حديث ل "الأسبوعي" ان مواقف المسؤولين الأتراك من الوضع السوري تحاول الموازنة بين الموقف المبدئي القاضي بدعم تحرك الشعب مع الحرص على عدم كسر العلاقة مع النظام السوري. اما عن دور قطر الاستراتيجي في المنطقة فأضاف ان هذا الدور زاد مؤخرا ويبدو ان هناك تنسيقا قطريا-تركيا. ما رأيكم بما يسمى ب"ربيع الثورات العربية"؟ الثورات العربية شكلت حدثا مهما على الصعيد العربي والعالمي وكشفت عن أهمية دور الشعوب في التغيير وأن هناك متغيرات حقيقية على الصعيد العربي. وأن الشباب العربي قادر على التغيير دون الحاجة لوجود قيادة مركزية او ان تكون الأحزاب وراء التحرك مع أهمية دور هذه الاحزاب في دعم التحرك الشبابي.كما كشفت الثورات على اهمية دور التكنولوجيا الحديثة في مواجهة القمع وان لا مجال لبقاء القمع والاضطهاد بعد اليوم. هل القيادات التي ستتمخص عنها هذه الثورات والتي تعبر عن ارادة الشعوب ستشكل بديلا «لجبهات المقاومة العربية» عن الاستعانة بدعم قوى اقليمية مثل ايران؟ ستعطي القيادات الجديدة التي ستنبثق عن الثورات العربية للوطن العربي دورا مهما في الواقع العربي والعالمي وستعيد للعرب دورهم الريادي في الخارطة السياسية الإقليمية والدولية، دون الاستغناء عن اقامة علاقات جيدة مع قوى التغيير في المنطقة سواء كانت ايران او تركيا. والمطلوب ان تتم الاستفادة من كافة المعطيات التي تخدم الوطن العربي وعدم الدخول في صراعات لا فائدة منها. كيف تقرؤون تصريحات اردوغان المتشددة تجاه سوريا رغم انه كان من أكبر حلفاء النظام السوري؟ تحاول مواقف المسؤولين الأتراك من الوضع السوري الموازنة بين الموقف المبدئي لدعم تحرك الشعب مع الحرص على عدم كسر العلاقة مع النظام السوري. لأنه لا مصلحة لتركيا بان ينفجر الوضع السوري وتحصل حرب أهلية وعلينا ان ننتظر كيف سيكون موقف أنقرة بعد الإنتهاء من الانتخابات النيابية في تركيا كي تتضح الصورة أكثر. الثورات العربية الحاصلة قلصت من أدوار قوى اقليمية لتصعد قوى جديدة فمثلا هناك صعود ملاحظ لدور قطر الاستراتيجي رغم صغر حجمها وتراجع قوى اخرى كانت فاعلة ومؤثرة على غرار ايران وتركيا اللتين كانتا تستخدمان الملف الفلسطيني لتقوية أدوارهما في المنطقة فما رأيكم؟ كان الدور القطري في الوطن العربي موجودا في السنوات الأخيرة. وقد لعبت قطر أدوارا هامة في لبنان واليمن والسودان وفلسطين. لكن هذا الدور زاد مؤخرا ويبدو ان هناك تنسيقا قطريا-تركيا. أما علاقة قطر مع ايران فهي لا تزال متينة مما يعني ان ازدياد دور قطر ليس على حساب تركيا وايران بل هناك تنسيق قطري-تركي-ايراني. خلال ما يجري في اليمن، هل تعتقدون أن قطار الثورات العربية سيكمل دربه نحو سوريا ودولا أخرى مرشحة لانتقال الثورات لتكمل مشهد التغيير في العالم العربي؟ قطار الثورات العربية مستمر لكنه يختلف من بلد عربي لآخر. وهو ما لاحظناه في ليبيا واليمن والبحرين وسوريا. والوضع السوري على وجه الخصوص يجب أن يتغير نحو الأحسن. ونحن نأمل ان يتم التغيير بطريقة ايجابية وعبر استجابة النظام لمطالب الشعب بدل ان تتجه الأمور نحو صراع امني وعسكري أو حرب أهلية. وعلى جميع الأنظمة العربية ان تدرك انه لم يعد ممكنا إبقاء الأمور على ما كانت عليه قبل الثورتين التونسية والمصرية وان التغيير يجب أن يتم لأن الشعب لن يسكت بعد اليوم.