نظرت الدائرة الجنائية الثانية بابتدائية تونس امس في قضية قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الاضمار طبق احكام الفصلين 201 و202 من القانون الجنائي، والمتهمة فيها امرأة لها من العمر 41 عاما، احضرت بحالة ايقاف. وكان منطلق الابحاث في القضية بتاريخ 25 جويلية 2006 عندما استقبل مستشفى عزيزة عثمانة شخصا يحمل حروقا من درجات متفاوتة اكتسحت 80% من جسمه فتم ادخاله الى قسم العناية المركزة الا انه توفي يوم 28 من نفس الشهر. وبانطلاق الابحاث انحصرت الشبهة في امرأة تعمل بمحل تجاري بباب الخضراء تبين انها على معرفة به. وبسماعها صرحت انها تعمل بالمكان المذكور وكان الهالك يعمل بمحل مجاور لبيع الخزف وقد تعرفت عليه وتوطدت العلاقة بينهما واصبح يعاشرها معاشرة الازواج ويتردد عليها بمحل سكناها في حي الانطلاقة وعرض عليها الزواج بعدما يطلق زوجته، وقبل الحادثة اعلمها انه سوف يعود الى مسقط رأسه بالكاف لان شقيقته سترجع من اوروبا. وفي نفس تلك الفترة توجهت الى احد الاسواق الشعبية والتقت بشخص تعرفه وبقيت تتحادث معه وفي الاثناء قدم الضحية وغضب كثيرا لرؤيتها مع ذلك الشخص ثم تشاجر معه فعادت الى منزلها ولحق بها هو على متن سيارة اجرة وتشاجر معها وفي اليوم الموالي عاود زيارتها بمنزلها واستغل دخولها الى غرفة النوم بعدما غسلت اطرافها ثم سكب على نفسه البنزين واشعل عود الثقاب فأتت عليه النيران وحاولت اطفاءه بالماء ثم نقلته الى مستشفى الرابطة على متن سيارة اجرة الا انه اشير عليها بنقله الى مستشفى عزيزة عثمانة حيث لقي حتفه. وبمزيد اجراء الابحاث كشف الاختبار الذي اجري على المظنون فيها بتاريخ 9 اوت 2006 انها تحمل كدمات بيديها وبعض الحروق مما ادى الى طرح فرضية اقدامها على حرقه ومقاومته لها مما ادى الى حصول الكدمات. وبسماع زوجة الهالك ذكرت انها تزوجت به سنة 1996 الا ان الخلافات بينهما احتدت سنة 2000 حيث ادمن على شرب الكحول وقد غادر المنزل قبل وفاته ولم تعلم عنه شيئا. وباحالة المظنون فيها على قاضي التحقيق تم حفظ التهمة في حقها الا ان دائرة الاتهام وجهت لها تهمة القتل المسبوق باضمار. وفي جلسة امس تم استنطاقها من طرف القاضي فأنكرت الافعال المنسوبة اليها وصرحت ان الهالك هو الذي اضرم النار في جسده نتيجة حالة الغضب الشديد التي كان عليها اثر الخلاف الذي حصل بينهما عندما شاهدها تتحادث مع شخص اخر غيره، وبسؤال القاضي لها عن كيفية اخراجه لقارورة البنزين من منزلها وكيفية معرفته لمكانها، اكدت على ان القارورة كانت موجودة بالبهو وقد عثر عليها امامه عندما خرج ليدخن سيجارة، كما نفت رؤيتها له وهو يسكب البنزين على جسده وقد فوجئت بالنيران تلتهم ساقيه فحاولت مساعدته بسكب الماء عليه. وبالاضافة لاقوالها المذكورة نفت ان تكون كانت على علاقة خنائية معه. وباعطاء الكلمة للدفاع رافع عن منوبته وبين انه ساعة ايقافها كانت بحالة خوف ولذلك قدمت امام باحث البداية تصريحات غير متناسقة ولو كانت ارادت قتله لما نقلته الى مستشفى الرابطة ومنه الى مستشفى عزيزة عثمانة، وبالاضافة الى ذلك فان الهالك والى حدود اللحظات الاخيرة في حياته ذكر للحكيم الذي باشر حالته انه اصيب بحروق نتتيجة انفجار «بابور قاز» عندما كان يهم بطهو الطعام. وطلب بناء على مرافعته الحكم في حقها بالبراءة، واما المحكمة فقد سجلت مرافعته واقوال المتهمة وحجزت القضية للمفاوضة.