عقد الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب " المؤتمر من أجل الجمهورية " أمس بمقر الحزب في شارع علي درغوث الندوة الصحفية الاولى للحزب منذ الاعتراف به بحضور عدد من اعضاء قيادته التي تضم شخصيات وطنية حقوقية بارزة من بنيها المحامين محمد عبو وسمير بن عمر وعبد الرؤوف العيادي وعمر الشتوي وسامية عبو ومجموعة من شباب الحزب وأنصاره.. وأعلن الدكتور المنصف المرزوقي بالمناسبة ردا على أسئلة الصباح أن حزبه "الذي يعتز بنضالاته ضد الدكتاتورية والاستبداد منذ تاسيسه في 25 جويلية 2001، وبدعمه القوي لثورة شباب تونس منذ انطلاقتها الجديدة اواسط ديسمبر الماضي وبمساندة مناضليه فيها "، سيتابع نضالاته من " أجل محاسبة رموز المورطين في القمع والتعذيب والفساد السياسي والمالي " لكنه " لن يتورط في دفع البلاد نحو الشلل ولا يساير نظرية تنظيم محاسبات على طريقة محاكم التفتيش". واعتبر المرزوقي أن" السيناريو الذي اعتمدته جمهورية جنوب افريقيا بزعامة نلسون مانديلا بعد القضاء على النظام العنصري نموذجي " لأنه حاسب رموز الفساد والقمع والاستبداد " بعيدا عن العدمية ومنطق محاكم التفتيش بل اختزل المحاسبة في نسبة من الرموز ودعا بقية الذين اخطاوا قبل الثورة الى الاعتراف باخطائهم وارجاع اموال المجموعة الوطنية مقابل العفو عنهم والتسامح معهم وتناسي اخطاء الماضي التي ارتكبوها خدمة لمشروع مصالحة وطنية تؤدي الى اعادة بناء البلاد التي خربتها عصابات اجرامية مختلفة قبل الثورة..
محكمة خاصة لتتبع المورطين في الفساد
وماذا عن الجدل الذي يدور حاليا حول مستقبل اللجنة الوطنية للتحقيق في الفساد المالي والسياسي من قبل الرئيس المخلوع بن علي وعدد كبير من افراد عائلته واقاربه والمقربين منه ؟ تعقيبا على هذا السؤال الذي توجهت به الصباح اورد القياديان في الحزب السيدان محمد عبو وعبد الروؤف العيادي أن حزبهما يتحفظ على احالة ملف التحقيق في الفساد للقضاة وحدهم " لأن اصلاح قطاع القضاء يستوجب مدة طويلة ولأن بعض القضاة متهمون بدورهم بالتورط مع النظام السابق في مظالم كثيرة بمن فيهم من قاض اسندت له بعد الثورة مسؤولية عليا في وزارة العدل." كما تحفظ السيد محمد عبو باسم الحزب على " التركيبة الحالية للجنة الاصلاح " واقترح إحداث " محكمة خاصة بتتبع المورطين في الفساد المالي والسياسي في عهد بن علي " يتفرغ لها عدد من السادة القضاة المشهود لهم بالنزاهة والمصداقية على ان يمكنوا من نفوذ وصلاحيات تمكنهم من جمع المعطيات والتحقيق بنفسهم في عدد من ملفات الفساد والاستبداد بجوانبها المالية والامنية والسياسية السابقة.
مأزق دستوري وقانوني
وهل لا تعتبر بعض القيادات النقابية والاحزاب السياسية و" لجان حماية الثورة " قد تورطت في جر الرئيس المؤقت السيد فؤاد المبزع والوزير الاول المؤقت الجديد السيد الباجي قائد السبسي الى " المازق السياسي والقانوني " من خلال دفعهما الى اتخاذ قرارات " لا دستورية " من بينها حل البرلمان بغرفتيه وتعطيل الدستور الذي استلم المبزع بموجب فصله 57 منصبه الحالي ( باعتباره رئيسا لمجلس النواب الذي قام بحله) وكلف بمقتضاه الغنوشي ثم السبسي بتشكيل حكومة ؟ ألآن تجد الدولة نفسها في ازمة شرعية دستورية وقانونية للرئيس المؤقت وحكومة السبسي بعد هذه القرارات خاصة في ظل بروز مؤشرات تاجيل انتخابات 24 جويلية ؟ تعقيبا على هذا السؤال الذي توجهت به الصباح اورد السيدان المنصف المرزوقي ومحمد عبو أن حزبهما تفاعل مع مطالب الشعب بشان حل مجلسي النواب بغرفتيه وتعطيل الدستور وانتخاب مجلس تاسيسي، وهو يدعم استمرارية الدولة واستقرار الاوضاع في البلاد خدمة لمصالح الشعب ولتنظيم الانتخابات في موعدها. واعلن المرزوقي ان حزبه يعارض تاجيل انتخابات 24 جويلية ويطالب بتنظيم الانتخابات التشريعية (والرئاسية ) بعد ذلك في اجل لا يتعدى ال6 اشهر.
فشل لجنة حماية الثورة ؟
وماذا اذا فشلت لجنة الاصلاح السياسي وحماية الثورة التي عجزت في اجتماعها الاول عن مناقشة جدول اعمالها الاصلي بسبب تركيبتها " المطعون فيها "؟ ردا على هذا السؤال اورد المحامي سمير بن عمر ممثل الحزب في اللجنة ان حزبه متخوف من فشل لجنة حماية الثورة ولديه انتقادات بالجملة على تركيبة تلك اللجنة التي تبين أنها تضم أكثر من 40 "شخصية وطنية " غالبيتهم الساحقة ينتمون إلى حزب واحد (حوالي 20 من حزب التجديد) ومن جمعية واحدة (جمعية النساء الديممقراطيات) الى جانب ممثلي الحزب والجمعية الرسميين.كما انتقد سمير بن عمر والمرزوقي وعبد الرؤوف العيادي تغييب الجهات والشباب في اللجنة التي تبين ان سن غالبية اعضائها يفوق ال65 عاما. وحمل سمير بن عمر ورفاقه في قيادة الحزب " حكومة السيد الباجي قائد السبسي مسؤولية فشل اللجنة " وطالبوا باعادة النظر في تركيبتها جوهريا..
مؤتمر الحزب في 24 جوان
من جهة أخرى أعلن السيد المنصف المرزوقي في نفس المؤتمر الصحفي ان حزبه سينظم تجمعا عاما في قصر القبة بالمنزه صباح يوم الاحد 27 مارس الجاري وانه سينظم مؤتمره الوطني يومي 24 و25 جوان القادم. ونفى المرزوقي ما روج عن تعرضه الى مضايقات خلال زيارته للقصرين والجهات الداخلية واعتبرها دعايات لا اساس لها من الصحة.