بالفعل كان الدور النهائي لكأس كرة القدم عشية الأحد الماضي مهرجانا من أرقى طراز تفاعل معه الجميع كل حسب أهوائه وميولاته ورغباته وجاء بالفعل مشوقا وحماسيا واكتنفه الغموض واهتزت القلوب وارتعدت الفرائص وذلك هي نكهة كرة القدم وتلك هي ميزة الدور النهائي للكأس ورغبة الأميرة ونزواتها. التفاعل مع الحدث إذن التفاعل لئن انطلق منذ ترشح الترجي الرياضي والنادي البنزرتي الى هذا الموعد المتميز فإنه امتد طوال تلك الفترة مثل كرة الثلج وأخذ يكبر حجمه حتى اليوم الموعود فكنت لا ترى في الطريق المؤدية إلى جوهرة المتوسط برادس إلا الاعلام والرايات وطوابير السيارات والحافلات الكل مبتهج بهذا الموعد. حذر وتخوف هذه البهجة لم تقدر على احفاء شيء من التخوف من هذا الجانب وذاك من الترجيين والبنزرتيين لاعبين وانصار وحتى العائلات هذا التخوف مشوب بالحذر لأن الترجيين التاعوا في نفس الموعد من الترجي الجرجيسي ووضعوا الفوز ولا شيء غيره قبل التفكير في الطريق إلى ذلك، والبنزرتيين تخوفهم كان مشوبا بثقل المسؤولية وهم يلعبون لأول مرة في ملعب رادس الضخم وأمام جماهير وأجواء لا يعرف سرها إلا المرتادون لهذا الملعب. مدارج البهجة لقد كانت الأجواء بملعب رادس متميزة جمهور أحمر وأصفر وآخر أصفر وأسود التقى وجها لوجه في المدارج وعلى اطرافها وأخذ في عزف أناشيد التحفيز التي غلبت عليها اللهجة الايطالية مشفوعة بلوحات تبرز يمينا ويسارا تتباهى بأمجاد الماضي والحاضر وتتفاخر بالسجل التاريخي ثم أمطر ت المدارج أوراقا ملونة وبالونات وغابت هذه المرة والحمد للّه الشماريخ الملونة ونزل اللاعبون إلى الميدان. عبرة ودرس جاءت المباراة وفية لوعودها أيضا حيث كاد يكون الترجي في طريق مفتوح على مستوى النتيجة وكاد النادي البنزرتي يقلب الاوضاع رأسا على عقب واجتبست الأنفس في الحناجر إلا حناجر جمهور الفيراج الذي لم يعرف السكوت بالمرة حتى بعد هدف تذليل الفارق لجهاد زروق. وكان التحكيم الاسباني هذه المرة في الموعد ليكشف لنا عن وجهه الحقيقي واسرار مستواه الراقي في سرعة التنقل فوق الميدان والتكامل وتبادل الادوار بين الثالوث واستعمال الصفارة والاوراق الصفراء وحتى الاعلان عن ضربة جزاء بدت من أول وهلة غريبة للغاية ولم نتعودها بالمرة لكن لمن تابع العملية مثل الحكم فانها عادية جدا ومنطقية والحكم لم يرغب في افساد العرس الكروي باعلان أخرى بدت واضحة للغاية مباشرة بعد الاولى لكن الحكم وضع الجانب الفرجوي ووزن المهرجان الكروي في الميزان. عطاء بلا حدود وعلى مستوى اللاعبين شد الانظار ثالوث أعطى بلا حدود اولهم مايكل اينرامو الذي رغم عزلته النسبية مثل كل الخطر على دفاع الفريق المنافس اضافة الى الطريقة السهلة في تحويل ضربة الجزاء الى هدف... والثاني العربي جابر الذي كان مصدر ضربة الجزاء وصاحب الهدف الثاني للترجي... واللاعب الثالث هو زياد العروسي ذلك «الشبح» الذي يتنقل بسهولة وتجده في كل مكان وبين الاقدام يراوغ ويوزع ويهدد والذي لاح ربما العنصر الوحيد المتعود على مثل هذه الاجواء الصاخبة من بين زملائه. تعديل رقم قياسي إذن تتويج الترجي الرياضي كان منطقيا وانهزام النادي البنزرتي جاء بشرف واختارت الأميرة صاحب الخبرة على صاحب الطموحات وحقق لاعبو الترجي أمنية الجمهور بالتتويج وانطلاق الأفراح والليالي الملاح لم لا وهو التتويج رقم 11 للترجي الرياضي في مضمار الكأس والذي عادل به الرقم القياسي لجاره النادي الإفريقي. تنظيم محكم وحتي التنظيم جاء محكما للغاية سواء في عملية الدخول او اخذ الامكنة كما سجلنا ولأول مرة تخصيص منصة الصحافة لأهل المهنة فلا دخلاء ولا متطفلين والاماكن متوفرة والتسهيلات متاحة فشكرا للجنة التنظيم.