تونس - الصباح لم يصدق أغلب من تابعوا لقاء النجم الساحلي ومازمبي الوجه الهزيل الذي ظهر به ممثل كرة القدم التونسية وأدى الى انسحابه. كل من شاهدوا المباراة، حتى من غير أحباء النجم لم يصدقوا أن هذا الفريق الذي كان بلا روح ومتشتت الصفوف هو نفسه الذي صال وجال في ملاعب إفريقيا لسنوات عديدة وهزم أعتى الاندية وتحدى أصعب الملاعب وتألق في كأس العالم. ولن نعلق على كلام من حملوا مسؤولية الهزيمة لمردود الحكم لأن الحقيقة أن النجم هو الذي كان يوم الأحد خارج الموضوع. ولا يحتاج الأمر الى جهابذة في كرة القدم أو عباقرة في التحليل لإدراك أن المجموعة التي خاضت دور المجموعات هي بكل المقاييس أصغر من النجم وأضعف من أن تحمل زيه وتدافع عن ألوانه. ودون ذكر الأسماء يعرف القاصي والداني أن نصف الفريق إن لم يكن أكثر يعتبر محظوظا جدا بالانضمام للنجم. أين هم من الشرميطي وأوغمبيي وناري والشيخاوي وغزال وبن فرج؟! ولم نذكر هنا إلا آخر الكبار الذين مرّوا من بوابة النجم الى العالمية وحتى لا نعود الى الأجيال الذهبية التي تعاقبت على الفريق فأين غزارة العطاء ورفعة الفنيات والأخلاق والانضباط وروح البذل والتضحية؟ ادريس أمام مسؤولية تاريخية جاءت تصريحات رئيس النجم بعد الانسحاب مهدئة للخواطر مقللة من حجم الخيبة. تصريحات لم تخل من الديبلوماسية والتلميحات. لكن النجم وجمهوره وداعميه في حاجة اليوم الى قرارات، وخطوات وشجاعة ووضوح من السيد معز إدريس. إن معز إدريس هو أكثر العارفين بسبب الخيبة ودوافع الفشل ومكامن الخلل في الفريق وهو قادر بما اكتسبه من خبرة وبحبه لناديه، على إيجاد الوصفة الناجعة.. والسريعة. إن سوسة والنجم لا يخلوان من رجال متمرسين بكرة القدم ملمين بنواميسها وحقائقها عارفين بأدق تفاصيلها والواجب يدعو الجميع، وأولهم رئيس النجم الى الاستفادة من خبرتهم ومعارفهم والرمي عرض الحائط بكل الحساسيات والخلافات والاختلافات. النجم أمام حقبة مهمة من تاريخه، ورئيس النجم أمام مسؤولية تاريخية: إعادة الفريق الأول الى مداره وانتداب من يستحق الدفاع عن ألوانه لا غير.