تمتّعت الجماهير الرياضية التونسية بمباراة الدور النهائي لكأس الكنفدرالية الافريقية بين النجم الساحلي والنادي الصفاقسي، بعرض كروي قلّ ما شاهدناه على ملاعبنا المحلية. ولئن تمكّن النجم من تسجيل هدفين في نهاية المباراة الاّ أنّ ذلك لم يكن كافيا لاقتلاع انتصار أمام فريق أكّد مرّة أخرى بأنّه لا يساوم في النتيجة النهائية كلّما تعلّق الأمر بدور نهائي. فالنادي الصفاقسي برهن للجميع بأنّه أحسن الفرق التونسية أداءً وهيكلة وتسييرا. في المقابل، تأكّد الجميع من أنّ النجم الساحلي ذهب ضحيّة اختيارات رئيسه معز ادريس الذي أفرغ الفريق من ألمع ركائزه، لهثا وراء المادة، بعد أن ذهب في اعتقاده بأنّه قادر على رفع الألقاب استنادا على مهاراته الفائقة في ميدان التسيير الرياضي وليس اعتمادا على اللاعبين ولا حتى على الاطار الفنّي. ففي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع بأنّ فريق النجم قادر على السيطرة على الكرة التونسية وحتى الافريقية لفترة طويلة نسبيّا كانت الإجابة مكذّبة لكلّ التوقعات. فكيف يمكن لفريق أن يحصل على نتائج ايجابيّة بعد أن وقع التفريط في أحسن ركائزه من طرف رئيسه الذي أظهر بخياراته هذه أنّه غير جدير برئاسة ناد في حجم النجم الساحلي؟ نعم فالمتوفّر حاليا في النجم من لاعبين عاديين، لا يجعل أحباء فريق جوهرة الساحل ينتظرون ماهو أفضل من الذي شاهدوه في النهائي من مردود مهزوز خاصة في حضور مسؤول لا يفقه في عالم الكرة شيئا. ولْيلعم من يهمّّ شأن النجم الساحلي بأنّ النتائج الايجابية التي حصل عليها الفريق في الموسمين الماضيين يعود الفضل فيهما للشّخص الذي صبر وثابر وضحّى طيلة عشريّة كاملة، حتى يصل النجم إلى ماهو عليه اليوم. ومن أقصد غير عثمان جنيح. المعرفة والطموحات حين تسلّم عثمان جنيح مقاليد تسيير النجم الذي كان يصارع إلى آخر جولة من أجل تفادي النزول!؟ اسأل أين كان معز ادريس في تلك الفترة؟ إذن ماهو المجهود الذي بذله معز ادريس غير جني ثمار مازرعه عثمان جنيّح الذي يُعتبر حبّه للنجم نموذجا حيّا ومثالا يُحتذى به في الاخلاص والتفاني والتضحية لإسعاد الآخرين؟ اليوم وبعد أن فرّط معز ادريس دفعة واحدة في صابر بن فرج وسيف غزال وأوغمبي وموسى ناري وياسين الشيخاوي وجيلسون والشرميطي وإيميكا قبل أن يعود مجدّدا يُصبح من المنطقي أن يتراجع مردود الفريق بعد موسمين فقط بعد التتويج محلّيا وقاريا ولأنّ فاقد الشيء لا يُعطيه جاء خروج النجم في الموسم الماضي فارغ اليدين بطولة وكأسا، تأكيدا لسياسة معز ادريس الخاطئة والتي دفع ضريبتها لاعبوه ومسؤولوه وجماهيره العريضة، رغم ما وفّرته عائدات انتقال اللاعبين المذكورين، من أموال طائلة!!! نحن هنا نسأل عن عدم اعتراف معز ادريس ولو مرّة واحدة بخصال سلفه عثمان جنيح الذي أحبّ معز ادريس أم كره سيظلّ اسمه مرتبطا بفريق النجم إلى أن يرث اللّه الأرض وما عليها. ثمّ أين الدكتور جلال كريفة؟ وأين بوقديدة؟ وأين عبد السلام عظومة؟ أين كلّ هؤلاء وغيرهم من أبناء النجم لو لم تكن في مخطّطات رئيس النجم تصفية بعض الحسابات؟! اللّهم الاّ إذا أصبح فريق الشتالي وجنيح وعظومة وعجرود ونابة والزواوي وحباشة والمالكي وعيّاش والقروي والحسومي وبوقديدة والشابي، ملكا من أملاك سي معز!!! المهم اليوم أنّنا سننتظر بكل شغف مردود النجم الذي لم يعد مثلما عهدناه، وسنرى ماذا سيفعل معز ادريس بمليارات اللاعبين الذين وقع التفريط فيهم! على ذكر المليارات، تتساءل جماهير النجم عن ميزانيّة فريقه التي لم تتطوّر، وبقيت على حالها رغم بيع هؤلاء اللاعبين!! هذه عيّنة أخرى تنضاف لسابقاتها وهي التي جاءت لتقيم الدّليل على أن كلّ مشاكل فرقنا متآتية من سوء تصرّف بعض رؤسائها والاّ بماذا نفسّر إقالة المدرب دي كاستال ليلة مباراة الدور النهائي لكأس الكنفدرالية الافريقية ونفس الشيء حصل مع العديد من مدربي فرقنا من طرف رؤسائهم الذين لو كانت الكرة كرة لما أمكن لهم الحصول حتى على منصب مرافق. وعندما أقول مرافق فيجب أن أتوقّف عند اسم شخص خدم فريقه بكل حبّ واقتدار وكان له الفضل في نجاح فريقه على عديد الواجهات هذا الشخص هو المرحوم عبد المجيد الصيادي مرافق فريق النادي الافريقي. فأين نحن من زمن العمالقة بعد أن «رخُصَ الحرير وأصبح أداة مسح لأواني الطّبيخ». مرّة أخرى هنيئا للنادي الصفاقسي ولمدربه الشاب غازي الغرايري الذي لقّن معز ادريس أقسى درس في مادة الحساب. وهذا هو الفرق طبعا بين النجم الساحلي زمن معز ادريس والنادي الصفاقسي في عهد المنصف السلامي.