تونس الصباح يرفع الستار الليلة على الدورة الخامسة و الأربعين لمهرجان الحمامات الدولي التي تتواصل إلى 18 أوت القادم . وقد اختار المهرجان أن يضرب بقوة منذ البداية من خلال عرض فرجوي من انتاج تونسي مستلهم من أعمال الأديب التونسي الراحل علي الدوعاجي الذي نحتفل هذا العام بمرور مائة سنة على ميلاده. يحمل العرض عنوان «مانيفاستو السرور» في إحالة واضحة إلى صحيفة السرور التي كان أسسها علي الدوعاجي في الثلاثينات والتي أصدر منها ثمانية أعداد لتكون عيّنة ممثلة لعديد المبادرات التي يؤرخ اليوم من خلالها لمسيرة المبدع التونسي الذي بقي حيا في الذاكرة رغم مرور أكثر من نصف قرن على وفاته . ولئن كان علي الدوعاجي ومن خلال ثراء الرصيد الأدبي والفني الذي تركه حريا بالتبجيل وهو أهل لتعداد مظاهر الإحترام لذكراه فإن الفنان توفيق الجبالي الذي يخرج عرض «مانيفاستو السرور» لا يريد أن يقف في هذا العمل عند شواهد الإعتراف فحسب بل يسعى إلى التأكيد على عبقرية الرجل الذي بقي حيا و معاصرا لنا من خلال أعماله كما أنه قام وفق تصريحه بمحاولة لإضاءة بعض نقاط الظل المحيطة بحياته وبمسيرته الإبداعية .وكان توفيق الجبالي قد قال بوضوح خلال لقاء صحفي انتظم بمقر «التياترو» بالعاصمة مؤخرا أنه يرفض بشدة أن يقدم الدوعاجي في صورة الفنان التعيس والمحروم والمغبون وأنه يراه بالأحرى مبدعا عبقريا وفنانا جريئا وكاتبا حرّا . وتجدر الإشارة إلى أن عرض «مانيفاستو السرور» الذي يشارك فيه تلاميذ ورشة المسرح بفضاء التياترو من انتاج هذا الفضاء وتعود الفكرة لكل من عز الدين المدني ومحمد رجاء فرحات أما المستشار الفني للعرض فهو الدكتور توفيق بكار الذي يعتبر إلى جانب الأستاذ عز الدين المدني من أبرز الشخصيات التي اهتمت بآثار الدوعاجي من خلال الجمع والتحقيق والنشر .ومعلوم أن الدوعاجي ترك رصيدا كبير من المسرحيات ومن القصص القصيرة إلى جانب كونه شاعرا زجالا بامتياز وإلى جانب اهتماماته بالفنون التشكيلية والإعلام إلخ... ننتظر بالمناسبة أن تنتهي الجهود خاصة على مستوى المهتمين بتراث الدوعاجي إلى تجميع هذه الأعمال وإصدارها كاملة حتى تتكون فكرة واضحة عن الدوعاجي الذي مازلنا نقرأه من خلال عيون الذي يملكون جزءا من أعماله . ونذكّر بأن عرض «مانيفاستو السرور» وفق تأكيد توفيق الجبالي لا يهتم بشخصية الدوعاجي بقدر اهتمامه بعالم الأديب الراحل .ونتوقع من هذا العرض أن يستجيب بالخصوص إلى ما نعلمه عن الدوعاجي من روح خفيفة و من فطنة وقدرة عجيبة على وصف الواقع بأدق تفاصيله من خلال أسلوب فكه وطريف . ويشكل العرض الثاني المبرمج في الدورة الجديدة لمهرجان الحمامات الدولي المبرمج لسهرة الثامن من جويلية الجاري حدثا كبيرا .الأمر يتعلق بالمسرحي ذي الشهرة العالمية «أوجينيو باربا» ومسرح «الأودين» القادم من الدانمارك . ويشاهد جمهور الحمامات عرضا للمسرحية الراقصة «نشيد الرقي» بعد أن يكون «أوجينيو باربا» قد التقى بجمهور العاصمة بمدار قرطاج بعد ظهر نفس اليوم . وتشتمل الدورة الجديدة لمهرجان الحمامات الدولي عموما على عدد هام من العروض المسرحية في محاولة للوفاء إلى أحدى أهم خصوصيات المهرجان المتمثلة في الإحتفاء بالفن الرابع .و من بين العروض التونسية نذكر بالخصوص «حب سطوري» لمركز الفنون الدرامية بالكاف و«عبد الجبار حل الكتاب» لمركز الفنون الدرامية بقفصة و«جيبولو بوه» لعبد العزيز المحرزي وغيرها .هناك أيضا عروضا مغاربية من بينها مسرحية «يمكن» لورشة الفنون والثقافة بالمغرب و«تكتيك» للمخرج المغربي عبد المنعم عمايري . نصير شما و ياسمين عزيز في سهرة مشتركة ويقترح المهرجان الدولي بالحمامات بالإضافة إلى المسرح مجموعة من العروض الفنية المتنوعة نذكر من بينها عرض لرياض الفهري بعنوان «سيد العود» وعرض مشترك بين نصير شما وياسمين عزيز . ومن الموسيقيين التونسيين نذكر كذلك كلا من درصاف الحمداني التي تقدم انتاجا خاصا بالحمامات ومحمد الجبالي وزهرة لجنف إلخ... عربيا يكون الموعد بالخصوص مع نور مهنّا ودينا حايك . وتتضمن البرمجة مجموعة من العروض الدولية الواعدة على غرار عرض «برونو برال» الذي تشارك فيه الفنانة منال عمارة وعرض «أمير كوستاريكا» الذي يطل على الجمهور الذي يعرفه سينمائيا من باب الموسيقى وسهرة الجاز مع الفنانة البرازيلية تانيا ماريا . ويخصص المهرجان حيزا هاما لعروض البالي والرقص العالمي وسهرات مع موسيقات العالم من خلال عروض لموسيقى البوب والسّالسا وغيرها .ويختتم كما هو معلوم الفنان لطفي بوشناق الدورة الجديدة للمهرجان .