تونس-الصّباح: يتوقّع خبراء صندوق النّقد الدّولي في أحدث تقرير صدر منذ أيّام ان تحقّق منطقة الشّرق الأوسط وباعتبار دول شمال افريقيا معدّل نموّ ب5.4 بالمائة نهاية العام الحالي مسجّلة بذلك تراجعا ب3 نقاط مقارنة بالسّنة الفائتة، وذلك في تحيين حديث لتوقّعات المؤسّسة العالميّة حول اقتصادات العالم هذا العام والسّنة الموالية. وفي تقرير مختصر لتوقّعات الصّندوق ينتظر ان تسجّل المنطقة العربيّة نموّا طفيفا العام القادم يصل الى 5.5 بالمائة دون الكشف عن مردّ هذا النموّ. يذكر أنّ المنطقة وعلى انتماءها الى مجموعة الدّول النّامية تعرف تفاوتا كبيرا بين اقتصاداتها على مستوى هيكلتها وحجمها وقيمتها وأبرز مؤشّراتها وهو ما يجعل الصّورة غير واضحة بخصوص اقتصادات هذه المنطقة إذا أخذت من منظور المعدّل العامّ لأداءها لتكون أكثر دقّة في المقابل إذا تمّت قراءة مؤشّرات المنطقة الإقتصاديّة بصفة منفصلة ومجزئة. على المستوى العالمي أظهر محرّرو التّقرير تفاؤلا أكبر بخصوص اقتصادات العالم التي سيقود نموّه بالأساس عملاقي آسيا(الصّين والهند) والدول المتقدّمة المتمثّلة في الإتّحاد الأوروبي الى 2.6 بالمائة وذات النّسبة للولايات المتّحدة رغم التّراجع الذي ينتظر تسجيله مقارنة بالسّنة الماضية حيث كان النموّ الى نهايتها ب2.8 بالمائة لمنطقة الأورو و3.3 بالمائة للولايات المتّحدة إلاّ انّ ذلك لم يمنع خبراء الصّندوق من المحافظة على نظرتهم المتفائلة لأداء الإقتصاد العالمي الذي ينتظر ان تنمو قيمته المضافة ب5.2 بالمائة مقابل 5.5 بالمائة السنة الماضية. ويترجم هذا النموّ في واقع الأمر التسارع الكبير لنسق نموّ اقتصادات الصين( 11.2بالمائة) والهند( 9.0بالمائة). النّفط دائما وعلى استمرار ارتفاع أسعار النّفط وتجاوزها حاجز ال75 دولارا لبرميل النّفط البرنت، اعتبر صندوق النّقد الدّولي انّ «التضخّم لايزال تحت السيطرة وإن كانت بعض الأسواق الصّاعدة والبلدان النّامية تواجه تزايدا في الضّغوط التضخّميّة لا سيما تلك المتاتّية من اسعار الطّاقة والموادّ الغذائيّة». ويتوقّع الصندوق ان يبلغ متوسّط سعر برميل النّفط بنهاية العام الحالي 63.75 دولارا مقابل 64.27 العام الفائت على أن يقفز متوسّطه الى 68.75 دولارا السّنة القادمة. ومن هذا المنطلق يتوقّع الصّندوق ان لا يتجاوز ارتفاع الأسعار 2 بالمائة في الدّول المتقدّمة مقابل 5.7 بالمائة بالدّول الصاعدة والنّامية. يذكر أنّه ينتظر ان يتولّى صندوق النّقد الدّولي تحيين هذه المؤشّرات في خريف هذا العام بحسب مستجدّات الظّرف الإقتصادي العالمي التي لا تزال خاضعة ل«مزاجات» اسواق النّفط بالعقود الآجلة..