كل من تابع خلال شهر مضان المنصرم الأعمال الدرامية التونسية على قناة تونس7 لاحظ تميّز الممثلة آمال سفطة وحرفيتها وقيمة حضورها خاصة في «مكتوب» الذي جسّدت فيه دورا يعدّ من أصعب الأدوار لما فيه من تعقّد ومن تماه تام مع الشخصية التي كان لزاما عليها أن تصوغ سيماتها. آمال سفطة شاركت في «بين الثنايا» و«مكتوب» وهي تمرّ بظروف صحية عسيرة لكنها رغم ذلك قاومت المرض وتغلّبت على الآلام ووقفت أمام الكاميرا وأوفت بجميع التزاماتها ولم يشعر الجمهور بوقع الداء عليها. آمال سفطة واحدة بضمير الجمع: باحثة، مدرسة، كاتبة، شاعرة، ممثلة، رسامة وصحفية تحمل في جرابها أكثر من عشرين سنة من تعاطي التمثل والإدمان على الفن، هي سخيّة في التعامل مع الأدوار، آمال تؤدي بجسدها وبكل قسمات وجهها، هي قوية الشخصية، متحديّة بذلك المرض الخبيث الذي ألمّ بها، لكنها لم تنثن أمامه ولم تتقهقر بل ظلّت شامخة وما قادنا إلى تحبير كل هذه الخواطر والملاحظات ما رأيناه عند هذه المرأة يوم السبت الفارط حين وقفت أمام الحضور في فضاء النادي الثقافي الطاهر الحداد لتتحدث عن داء السرطان الخبيث الذي ينخر جسدها، آمال جاءت إلى كل من لبّى النداء، نداء الواجب والالتزام، نداء الإنسانية ليقف إلى جانبها وإلى جانب آلاف مثلها لأن آمال سفطة تقود هذه الأيام بدعم من ديوان الأسرة والعمران البشري حملة تحسيسية بمرض السرطان ستقودها إلى عديد المناطق من الجمهورية التونسية للتأطير والإحاطة والإعلام. آمال ستكون حاضرة في فضاءات ثقافية ومدرسية، وقد توجهت مباشرة يوم السبت الفارط من قلب المدينة العتيقة إلى مساكن أين أمضت السبت والأحد والتقت هناك بالناس وعرّفتهم بداء السرطان وبكيفية التوقي منه وكذلك التعامل معه، كما أن هذه الفنانة القديرة ستكون أيام 5 و6 فيفري في حمام سوسة وبعدها يوم 13 فيفري في دار الثقافة ببن عروس لنفس الغرض وتنوي أن تصل إلى أقصى منطقة في الجمهورية هدفها التوعية والتحسيس. كل هذه الرحلات ستكون على نفقتها الخاصة وكل ما نرجوه أن تحقق آمال ما تصبو إليه خاصة وأنها رفضت الانزواء والرضوخ للعلّة ورغم بعض الحزن الذي لاحظناه على وجهها ورغم الإجهاد في صوتها إلا أننا وقفنا على إصرار كبير عندها وعزم على المضيّ قدما في مشروعها هذا وأملنا أن تجد آمال من يقف إلى جانبها في هذه المرحلة الدقيقة ونتمنى لها الشفاء لتعوّض ما فاتها خاصة وأنها تردّد دوما أنه حزّ في نفسها كثيرا تجاهل بعضهم لها في فترة كانت في أمسّ الحاجة فيها لأن تكون حاضرة في الأعمال الفنية المقدمة فترة أوصدت فيها أبواب المسرح والتلفزة والسينما أمام آمال سفطة. نبيل للتعليق على هذا الموضوع: