إنجازات ونجاحات بفضل المشروع الإصلاحي تحتفل مملكة البحرين اليوم بذكرى عيد جلوس الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين والعيد الوطني السابع والثلاثين في غمرة إنجازات عديدة ونجاحات كثيرة حققتها المملكة في السنوات الاخيرة على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها من المجالات. وجاءت هذه الانجازات المتواصلة بفضل المشروع الاصلاحي الذي دشنه الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ توليه مقاليد السلطة في العام 1999 والذي وضع القواعد الثابتة لبناء دولة قادرة على مواكبة معطيات العصر الحديث بما يفرضه من تحديات وما يوفره من فرص. واستطاع الملك حمد بن عيسى آل خليفة في سنوات معدودة تحويل هذه الوعود إلى إنجازات والطموحات إلى واقع معاش بدأ يلمسه المواطن البحريني حيث شهدت مملكة البحرين تحولات سياسية واقتصادية كبيرة منذ إقرار مشروع ميثاق العمل الوطني في العام 2001 والذي حظي بإجماع غير مسبوق من جانب الشعب البحريني وشكّل عماد المشروع الاصلاحي الذي دشنه الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبدأت المملكة تجني ثماره عاما بعد الاخر حيث ارتكز هذا المشروع على ركائز أساسية التزمت بالثوابت العربية والاسلامية وصانت التماسك الوطني وجعلت الاولوية لتلبية مصالح الوطن والمواطنين وفتح آفاق التفاعل مع العالم وتشجيع المبادرات الخلاقة للولوج بثقة إلى المستقبل المتواكب وطموحات الشعب والوطن. ونجح الملك حمد بن عيسى آل خليفة بهذا المشروع الرائد في قيادة مملكة البحرين إلى طريق النماء والتقدم كما نجحت المملكة تحت قيادة جلالته في الانتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة أصبحت فيها البلاد بيئة استثمار حيوية للمال والاعمال واستقطاب المشاريع العملاقة واستضافة الفعاليات والمؤسسات المعنية بالتبادل التجاري وتوظيف الاموال. قبل اثراء المسيرة الديمقراطية وتُمثل ذكرى عيد الجلوس والعيد الوطني لمملكة البحرين إلى جانب كونها مناسبة وطنية هامة وقفة تأمل تستوجب رصد ابرز معالم النهضة والتطور التي شهدتها مملكة البحرين خلال السنوات الاخيرة حيث سطر الملك حمد بن عيسى ال خليفة منذ توليه زمام الحكم عهدا جديدا فى تاريخ المملكة اذ تعهد جلالته منذ توليه السلطة بأن يكون شغله الشاغل هو تحقيق مصالح المواطنين كافة والمضي قدما فى طريق الاصلاح وتعزيز مسيرة العمل الوطني والمكتسبات الديمقراطية والاستمرار فى عملية التطوير وتحرير الاقتصاد وتعزيز دور المرأة وإسهاماتها في الشأن العام. وتعتبر التطورات الديمقراطية من ابرز الانجازات التى تشهدها مملكة البحرين عاما بعد الاخر حيث واصلت المملكة هذا العام خطواتها الناجحة على هذا الصعيد من خلال دعم القيادة ومساندتها لتعزيز وإثراء هذه المسيرة الديمقراطية عبر المجلس الوطني بغرفتيه الشورى والنواب الذي كان أبرز ثمار المشروع الاصلاحى للملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين. واستمرارا لسياسة تعزيز حرية الرأي والتعبير التي انتهجها الملك حمد بن عيسى آل خليفة كأساس للمشروع الاصلاحي حصلت الصحافة البحرينية خلال العام الجاري على المزيد من الدعم من جانب القيادة السياسية التي تؤكد دوما على أهمية إعطاء هامش اكبر من الحرية للكلمة الصادقة الهادفة الساعية للبناء والتطوير وتحميل المنابر الصحفية مسؤوليتها الكبيرة في المرحلة الراهنة. على صعيد أخر شهدت مملكة البحرين خلال العام الحالي 2008 حراكا وطنيا نشطا لدعم الوحدة الوطنية وتعزيز ثقافة التسامح حيث أبدت الفعاليات الدينية المحلية من مختلف الطوائف اهتماما كبيرا بالعمل على ترجمة دعوات ومبادرات الملك حمد بن عيسى آل خليفة المستمرة والمتكررة الداعية إلى تعزيز الوحدة الوطنية فى البلاد على ارض الواقع، وتواصلت على مدار العام جهود العلماء ورجال الدين الرامية إلى تأكيد الوحدة وتعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن على مختلف أديانهم ومذاهبهم وذلك تأكيدا لكون البحرين منذ أقدم العهود منطلقا للتسامح والتعايش. وتواكبت هذه الجهود مع ما أكد عليه الملك حمد بن عيسى آل خليفة يوم 19 أكتوبر 2008 خلال الكلمة التي ألقاها جلالته لدى افتتاحه دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني للمجلس الوطني اذ اكد جلالته ان المجلس الوطنى «هو المظلة الجامعة لمختلف ألوان الطيف الوطني والعاكسة لوحدتها والتقائها في سبيل البناء المشترك»، داعيا أعضاء المجلس الوطني إلى «الارتقاء بمستوى هذا التلاقي والعمل على دعمه والحرص على نقاء صورته فهو المرآة المعاصرة لذلك النموذج التاريخي في ماضي البحرين للتعايش الانساني السمح بمختلف أطيافه». تشجيع الحوار بين الأديان والثقافات على صعيد ذي صلة شارك الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للامم المتحدة بشان دعم الحوار بين الاديان والثقافات الذي عقد في شهر نوفمبر 2008 بمقر الاممالمتحدةبنيويورك والذي عقد برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وبمشاركة العديد من قادة وزعماء العالم ورؤساء وممثلي الدول العربية والاجنبية. وقال الملك حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته أمام المؤتمر ان مملكة البحرين وعلى مر العصور كانت وما زالت أرضا خصبة للتعايش بين جميع الاديان لما تقره تشريعاتها من احترام لحقوق الانسان مؤكدا جلالته عزم البحرين على المساهمة الفعالة في مسيرة مؤتمر حوار الاديان بكل ما تملك من جهد وإمكانات وصولا إلى الهدف المنشود وهو عالم تسوده المحبة وتظلله العدالة ويحقق الامن والسلام سعادة شعوبه ومجتمعاته مؤكدا استعداد المملكة لاستضافة أمانة عامة لحوار الاديان والثقافات يكون مقرها مملكة البحرين. وفيما يتعلق بمسيرة حقوق الانسان وفى ظل ما حققته مملكة البحرين من انجازات نوعية وهامة على هذا الصعيد خلال السنوات الاخيرة واصلت المملكة خلال العام 2008 نهجها الراسخ في الحفاظ على كرامة الانسان وتحقيق متطلباته وآماله ومنحه حقوقه الاساسية مرتكزة في هذا النهج على نصوص الدستور البحريني وما نص عليه الميثاق الوطني والتي تتوافق في مجملها مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها البحرين في هذا المجال. وتأكيدا لنصاعة سجلها الحقوقي وجهودها المتواصلة والدؤوبة في تعزيز وصيانة حقوق الانسان حظيت مملكة البحرين بثقة المجتمع الدولي وفازت بأغلبية كبيرة بعضوية مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة في الانتخابات التي أجريت بمقر المنظمة الدولية في نيويورك يوم 21 ماي 2008 حيث حصلت المملكة على 142 صوتا من أصل 191 صوتا يمثلون الدول الاعضاء في الاممالمتحدة. الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية أما على صعيد السياسة الخارجية فقد واصلت مملكة البحرين خلال العام 2008 جهودها ومساعيها من اجل تعزيز علاقاتها بدول العالم كافة والدفاع عن القضايا العربية والاسلامية في كافة المحافل والمنابر الدولية. وفيما يتعلق بمواقفها تجاه دعم القضايا العربية واصلت مملكة البحرين جهودها لدعم القضية الفلسطينية وعملية السلام في منطقة الشرق الاوسط حيث دأبت المملكة على تأييد الحق الفلسطيني منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 باعتبارها من القضايا العربية المصيرية التي تؤمن بها. وقد تحركت مملكة البحرين خلال السنوات الماضية على قاعدة من التوافق والتضامن العربي والانطلاق من قناعتها الراسخة بان السلام هو خيار استراتيجى وقد سلك هذا التحرك أكثر من اتجاه بهدف تنسيق المواقف العربية ضمانا لاتخاذ مواقف أكثر فاعلية تجاه القضية الفلسطينية. تطوير الاقتصاد وتعزيز مسيرة التنمية وعلى الصعيد الاقتصادي فقد واصلت مملكة البحرين خلال العام الجاري 2008 تحقيق العديد من الانجازات في إطار السياسة الحكيمة التي وضعها الملك حمد بن عيسى آل خليفة والتي رسم من خلالها سياسة إنمائية متوازنة تهدف إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي واستقطاب وتشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية. والجدير بالذكر انه منذ تولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم حرص على العمل بشكل مكثف باتجاه تطوير الاقتصاد وتعزيز مسيرة التنمية والانطلاق بها نحو أفاق جديدة بما يمكن الاقتصاد البحريني من مواكبة التطورات العالمية فى مجالات التنمية والتحديث والاستثمار واستغلال الامكانات الكبيرة التي تتمتع بها مقومات البنية الاقتصادية في مملكة البحرين. كما شهدت المشاريع العقارية والمالية الكبرى توسعا نوعيا تمثل في تدشين العديد من المجمعات التجارية الضخمة والمشاريع المالية التى يتصدرها حاليا مرفأ البحرين المالي ومركز التجارة العالمي إضافة الى المشاريع السياحية كجزر أمواج ودرة البحرين ورفاع فيوز والعرين الصحراوى وغيرها. 2008 عام متميز للمرأة البحرينية وعلى صعيد المرأة البحرينية وما حققته من مكاسب ومنجزات في مختلف ميادين العمل النسائي والعمل العام نجد ان عام 2008م كان عاما متميزا وحافلا بالعديد من الانجازات حيث قطعت المرأة البحرينية شوطا كبيرا في التمكين السياسي والتمكين الاقتصادي وباتت المرأة في مملكة البحرين أكثر ثقة وقدرة على المبادرة واتخاذ القرار وتولي المسؤولية في شتى الميادين وكافة المواقع وجاء الاعلان هذا العام عن اعتبار الاول من ديسمبر يوما للمرأة البحرينية تتويجا لهذه الانجازات المتواصلة وتأكيدا على ما حققته المراة من مكاسب وخطوات على صعيد الابداع والتميز وتحقيق الذات. ان مملكة البحرين وهي تحتفل اليوم بالذكرى العزيزة لجلوس الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعيدها الوطني السابع والثلاثون فان حقيقة أكيدة تفرض نفسها هي أن ما تحقق من انجازات لم يكن وليد الصدفة بل جاء ترجمة لرؤية وسياسات حكيمة متوازنة رسخها جلالته هدفت إلى التطوير الشامل وبناء القدرات الوطنية وتدعيم التنمية المستدامة في شتى المجالات وقد أثمرت هذه السياسات تحقيق انجازات كبيرة على كافة الاصعدة في السنوات الاخيرة.