قرطاج الصباح: كانت حصيلة أربع سنوات كاملة من البحث الدؤوب والحوار الثري عن قرب أو عن بعد بين أساتذة وطلبة من جامعتي منوبة وكارلسروخ الالمانية محور لقاء فكري انتظم مساء أمس الاول ببيت الحكمة بقرطاج جمع ثلة من المثقفين والمهتمين بمشغل الحوار الثقافي والتبادل الحضاري الاورومتوسطي.. وأكد المشاركون في هذه الوحدة البحثية أنه بالحوار وحده تزول الفجوة بين ضفتي المتوسط.. وبالتبادل الثقافي والمعرفي تمحى الحدود الجغرافية والاحكام المسبقة بين شعوبه. وبالمناسبة أفادنا الدكتور نبيل خلدون قريسة منسق الدورة من الجانب التونسي أن الهدف من هذه الوحدة البحثية المشتركة التونسية الالمانية كان محاولة لبعث فضاء حواري متعدد الثقافات وذكر أن هذا المشروع يندرج في إطار التعاون المعرفي بين الجامعات التونسية والجامعات الاوربية وتحديدا بين جامعة منوبة وجامعة كارلسروخ الالمانية وبين أن هذا الفضاء احتضن عدد من الاساتذة والطلبة من البلدين وحاولوا طيلة السنوات الاربع الماضية بعث أرضية مشتركة للتعاون والتبادل الثقافي وللبحث المعمق في تاريخ الافكار المشترك بين بلدان المتوسط. وقال الدكتور قريسة "يمكن القول إن وحدة البحث هذه تعد نموذجا للارادة المشتركة التي تحدو الباحثين من ضفتي المتوسط لكي يفهم كلاهما الاخر ويتعمق في تراثه الفكري والمعرفي ويبحث عن أوجه الشبه بينه وبين الاخر". وأضاف الجامعي أن جميع المشاركين في هذا المنتدى الفكري على استعداد لمواصلة العمل المشترك والتفكير في مشاريع بحث جديدة من شأنها أن توطد العلاقات المعرفية والبحثية بين الجامعات التونسية ونظيراتها الاوروبية.. كما توصلوا إلى الاقرار بأنه من المهم جدا تغيير النظرة إلى الاخر بالنظر إليه في بعده الانساني وليس النظر إليه على أساس أنه شرقي أو غربي.. من بلدان الشمال أو من بلدان الجنوب. وتتمثل الحصيلة التي فاجأت جميع المواكبين لهذه الامسية الثقافية في إصدار المشاركين في هذا المشروع كتيبين قيمين يحمل أولهما عنوان الحوار الثقافي العربي الاوروبي والثاني عنوانه الجامعات الالمانية في حوار مع العالم العربي.. كما تم الكشف عن ثمرة أخرى من ثمرات المشروع وهو موقع جديد على شبكة الانترنيت أعد خصيصا لتتويج جهود الاساتذة والطلبة الباحثين.. ولكي يكون فضاء مشتركا للحوار الثقافي والمعرفي المتواصل بين الجامعيين والمفكرين والمثقفين من مختلف بلدان العالم. وفي هذا الصدد يقول الاستاذ بورند توم منسق الدورة بجامعة كارلسروخ:"لقد أسدلنا اليوم الستار على مشروع شراكة تونسي ألماني دام زهاء الاربع سنوات حفرنا خلالها في التراث الانساني وتعمقنا في تاريخ الافكار بالعودة إلى مؤلفات عدد من المفكرين العرب والغرب بهدف البحث عن نقاط التقارب والالتقاء وبالتالي بعث فضاء أورومتوسطي أوأوروعربي يرمي إلى التقريب بين المجتمعات ومحاولة الاجابة عن تساؤلاتهم الفكرية". وبين أنه تم جمع مختلف البحوث التي ساهم بها الاساتذة الجامعيون في هذا المنتدى وهي قابلة للتطوير والاضافة. نصوص ثرية يقرأ المبحر في موقع المنتدى على شبكة الانترنيت بحوث الاساتذة محمد حداد من تونس حول الدراسات المقارنة كعامل سلم وتفاهم مشترك بين الشعوب ومحي الدين الحضري من تونس حول المتوسط بين الامس واليوم قنطرة بين الشرق والغرب وبورند توم من ألمانيا حول المتوسط الكبير مبادرة من أجل بعث فضاء معرفي أوروعربي مشترك. وكتب الاستاذ الطاهر المنصوري من تونس عن التجارة والتداخل الثقافي في المتوسط وتطرق الاستاذ نبيل خلدون قريسة إلى "ابن خلدون مفكر معاصر" وكتب الاستاذ ريكس يرقن من ألمانيا عن التنوع الثقافي وبحثت الاستاذة سوزان اندرفيتس من ألمانيا عن الاستغراب والاستشراق وتناول الاستاذ هانس بيتر شوت من ألمانيا بالدرس موضوع الخطابات حول تعدد الثقافات..