كانت حصيلة الزيارة التي ادتها رئيسة الارجنيتين السيدة كريستينا فرنانداز دى كريشنار الى تونس التوقيع على ثلاث اتفاقيات للتعاون بين تونس والأرجنتين في ميادين التجارة والثقافة والتربية والبحث العلمي والتكنولوجيا والفلاحة..بحضور الرئيس زين العابدين بن علي وضيفته الكبيرة وثلة من الوزراء وكبار المسؤولين بالبلدين. إن هذه القمة التونسية الارجنتينية الجديدة وما صاحبها من محادثات ثنائية بين الوزراء ورجال الاعمال مهمة لانها تتماشى مع المسار الذي تتبعه تونس منذ عقدين فيما يتعلق بتنويع شركائها الاقتصاديين.. تجارة واستثمارا وسياحة وثقافة وتربية. واذا كانت الارجنتين الدولة الصاعدة الكبيرة في امريكا اللاتينية قد مرت بازمات مالية واجتماعية هائلة في العقد الماضي ومطلع العقد الحالي فانها استعادت عافيتها خلال الاعوام الثلاثة الماضية مثلما تدل على ذلك مؤشراتها التنموية والاحصائيات الدولية التي تؤكد تراجع نسب التضخم والبطالة فيها بشكل كبير جدا مقابل نمو سريع لتجارتها الخارجية وقدراتها التنافسية.. مما جعلها تصنف القوة التاسعة دوليا اقتصاديا.. وأهلها لان تصبح في نادي الكبار وتشارك في قمة ال20 دولة في واشنطن الاسبوع الماضي.. وترفع باسم الدول الصاعدة مطالب صريحة للدول المصنعة.. مما جعل الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما يحرص على الاتصال بها مباشرة بعد القمة رغم عدم مباشرة مهامه بعد. إن تنويع العلاقات الاقتصادية بالنسبة لتونس مهم جدا.. وأهم منه عدم اغفال أسواق دول أمريكا اللاتينية الصاعدة.. حيث مئات الملايين من السكان ولوبي اقتصادي واجتماعي وسياسي سيتزايد دوره عالميا وأمريكيا.. بحكم تضاعف نسبة مواطني الولاياتالمتحدة من اصوال أمريكية لاتينية ناطقين بالاسبانية والبرتغالية.. لقد أصبح العالم قرية صغيرة ولا مجال اليوم لاعتبار عنصر بعد المسافات عائقا ..فالثورة المعلوماتية والتقدم الكبير في قطاع المواصلات خفّفا من تاثير العوامل الجغرافية.. والاهم هو ضمان تقاطع المصالح.