تونس الصباح: تحتفل تونس اليوم بذكرى عزيزة على قلوب كل التونسيين ألا وهي الذكرى 21 للتغيير، ذكرى لمرحلة مفصلية من تاريخ بلادنا أسست لفجر جديد مشرق بالانجازات والمكاسب تحققت في كل الميادين. وكانت بداية لعمل دؤوب لا ينتهي رسم ملامحه وتوجهاته صانع التغيير الرئيس زين العابدين بن علي، عمل ساهم في الرقي بتونس إلى مراتب عليا ومشرفة وحسن مؤشرات التنمية والتقدم في جل القطاعات هي الان مفخرة لجميع التونسيين. بهذه المناسبة خصصت "الصباح" ثلاث صفحات كاملة لمثقفين وسياسيين وجامعيين للتعبير عن آراءهم وتطلعاتهم بشأن ذكرى السابع من نوفمبر المجيد. تعزيز المكاسب بتوسيع مجال المشاركة السياسية تعتبر الأعياد والمناسبات الاطار الأمثل للتقييم من ناحية وللاستشراف من ناحية اخرى مادامت تدعو المرء لاستحضار المعاني الكامنة وراءها وفي هذا السياق فان الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر يمثل الاطار الأمثل للاشارة الى عديد المسائل المتصلة باهمية هذا الحدث وبما يمكن للديناميكية التي أوجدها ان تتركه من انعكاس ايجابي على مختلف مناحي الحياة. ويبدو مهما أن نشير الى ان الرئيس زين العابدين بن علي قد أقدم يوم 7 نوفمبر 1987 على انقاذ تونس من مصير مظلم كان يتهدد شعبها ويتربص بكيانها في ظل تكلس المؤسسات وهيمنة النزعة الفردية في تسيير شؤون البلاد وفي ظل تعدد جيوب التوتر وتنامي الاطماع الداخلية والخارجية. وقد تجاوز الرئيس زين العابدين بن علي يوم السبت 7 نوفمبر 1987 مستوى الاقدام على انقاذ البلاد ليتجاوزه الى خلق توافق وطني شامل حول مشروع مجتمعي رسمت ملامحه العريضة اسطر بيان السابع من نوفمبر التي شكلت أجوبة واضحة على أسئلة حارقة اقضت مضاجع التونسيين والتونسيات في اواخر سنوات الحكم البورقيبي. وفي تقديري فان ما يميز تونس على امتداد العقدين الاخيرين من الزمن يتمثل في: * القطع القانوني مع نظام حكم الحزب الواحد وتأكيد التعددية في هذا الصعيد يعتبر مسألة هامة خاصة وقد رافقته اجراءات عملية واضحة هذا دون أن ننسى ارتباط هذا القطع مع ايلاء فلسفة حقوق الانسان المكانة التي هي جديرة بها * تبلور منوال تنمية واضح المعالم والتمكن من المحافظة على نمو متدرج ومتواصل رغم ظروف دولية لم تكن دائما ملائمة. * ارساء علاقات تقوم على التعاون والاحترام المتبادل مع المحيط الاقليمي لتونس وهو ما جنبنا توترات و اضطرابات شهدتها تونس في العهد السابق وانعكست سلبيا على صورتها ودورها واعاقت تطورها. * اعتماد منطق المصالحة مع المكونات الاساسية للحياة الاجتماعية والتأكيد على منهج الحوار والتفاوض وهو تأكيد هام خاصة في ما يتعلق بادارة العلاقات الاجتماعية. واذا كان المجال لا يسمح بابراز جوانب اخرى تتصل بما امكن مراكمته من مكاسب فان الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر يمثل مناسبة للتأكيد على اهمية اثراء ما تحقق بمكاسب اخرى توسع مجال المشاركة السياسية وتعمق الاحساس بالمواطنة وتطور الاعلام وتكريس التوازن بين الفئات والجهات وتعمق قاعدة المساواة السياسية والقانونية بين الاحزاب السياسية لان في هذا التعميق اعداد لمستقبل بلدنا لما هو افضل وتمسكا بالروح التحررية التي انبنى عليها الفعل السياسي للرئيس زين العابدين بن علي. (*) عضو بمجلس النواب حزب الوحدة الشعبية