«دخان بلا نار» صرخة ضد كل أساليب القمع في العالم اليوم تونس/الصباح: تفرّغ على امتداد اكثر من 15 سنة للدراما التلفزيونية متخليا قسرا عن احلامه السينمائية التي بدأها سنة 1985 بفيلم «الشظايا» لتتوالي رحلته مع الكاميرا السينمائية في اعمال نذكر منها «خيالات الصحراء (1988) الاعصار (1992) مشوار (2001).. هذا دون ان ننسى الاشرطة الوثائقية التي انجزها.. سمير حبشي المخرج اللبناني المتحصل على ديبلوم الاخراج السينمائي من المعهد الاعلى للمسرح كارينكوكاري بأوكرانيا جاء الدورة 22 لايام قرطاج السينمائية بفيلم «دخان بلانار». ** سمير حبشي في قرطاج مرة اخرى ماذا يقول عن هذا الحضور؟ لا اعتبر تفسي غريبا عن ايام قرطاج السينمائية بل ازعم انني من أحد تلاميذ هذا المهرجان حيث شاركت وحضرت عديد دوراته واليوم اقدم فيه فيلم «دخان بلا نار» ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة. ** يعني انك خططت لهذه المشاركة في المسابقة الرسمية؟ ليس الامر كذلك.. ف«دخان بلا نار» احدث افلامي وأرى من واجبي ان أكون وفيا لمهرجان قرطاج بان اقدم له هذا الجديد. ** الجمهور التونسي تابع باهتمام وشغف «دخان بلا نار» هل يمكن القول انك نجحت في ابلاغ ما تريده من خلال هذا العمل؟ ليس غريبا على الجمهور التونسي هذا الشغف بالسينما العربية عموما والسينما اللبنانية على وجه الخصوص.. لمست هذا ايضا في الدورات السابقة لايام قرطاج السينمائية.. ولا أخفي سعادتي بهذا الاقبال على «دخان بلا نار» لانه وفق قناعتي الشخصية يطرح اشكالية صعبة الهضم في العالم اليوم.. قضية القمع وكبت الحريات والظلم والاستبداد. ** «دخان بلا نار» اثار تعاليق شتى وردود فعل متباينة عند عرضه في مهرجان السينما ب«أبو ظبي»؟ بالفعل.. هناك من اعطى لهذا الفيلم بعدا سياسيا. ** كيف ذلك؟ لقد حملوه ما لا يتحملّه.. و انطلقوا من موقع التصوير ليحددوا موقفي ويفسروا رأيي. ** أحداث الفيلم تدور في لبنان؟ وأي ضير في ذلك.. انا ضد كل من يتدخل في لبنان.. وانه من حق المبدع ان يطرح أسئلة وان يعبر عن التاريح والقضايا المطروحة وفق ما يراه. ** تحدث الكثير عن اشارات منك في الفيلم الى الصراع الاقليمي بالمنطقة؟ لست سياسيا حتى اطرح رؤيتي السياسية الاقليمية والعالمية.. انا طرحت في «دخان بلا نار» اشكالية القمع في العالم من خلال قصة تدور احداثها في لبنان وكان يمكن ان تكون في مكان آخر من العالم.. كل من يدعي عكس ذلك او يرى المسألة من منظور سياسي اقول له انني لست ضد امريكا ولست ضد سوريا.. انا ضد الممارسات المهيمنة في حق الانسان من حيث مأتاها.. انا ضد القامعين ومع الضحية.. هو صرخة ضد كل أساليب القمع في العالم.. أنا أراقب وأتابع بدقة لاكشف المستور وأقول عاليا: لا للقمع من حيث مأتاه.. وأعود مرة اخرى لاؤكد على السعادة التي غمرتني وانا اشاهد الحضور الجماهيري الكبير للتونسيين.. فتونس بلد تعدد الآراء وحرية التعبير والانفتاح وهذا ما جعلني ابادر بالمشاركة في ايام قرطاج السينمائية بهذا الفيلم. ** اخترت ممثلا مصريا بطلا ل«دخان بلا نار» اعتقد انه اختيار مقصود؟ بالفعل هو اختيار مقصود لان البطل يجب ان يكون عربيا وليس لبنانيا ليكون بعيدا عن الواقع السياسي اللبناني وكان لا بد من اختيار ممثل كما سيظهره الفيلم لا يعرف لبنان، اضف الى ذلك ان السينما المصرية متطورة ومنذ البداية اقترحت اسم خالد نبوي قبل أي اسم آخر. ** ولماذا خالد نبوي بالذات؟ خالد نبوي يتوفر على حس ابداعي متميز ثم لا ننسى انه أحد تلاميذ المخرج الراحل يوسف شاهين.. لقد ابهرني في فيلمي «المهاجر» ثم «المصير».. واعتقد ان مراهنتي عليه كانت ناجحة.. ** بقدر نجاحك في اختيار خالد نبوي فان سيرين عبد النور واجهت عديد الانتقادات؟ سيرين عبد النور وهي عارضة ازياء رفضها البعض لكنها في «دخان بلا نار» كانت بارعة وهي حسب قناعتي خيار رائع للتمثيل.