بعد أن أشيع أن العقيد الخميري سيكون ربان سفينة الحكام خلال الموسم القادم وأن قرار تزكيته على مكاتب صنع القرار إثر اقتراحه من الجامعة منذ أسابيع تردد أخيرا في الأوساط الكروية أن النية متجهة إلى العدول عن تسمية لطفي الخميري صيانة لانتمائه العسكري وأن البديل يتمثل في شخصية أخرى سبق لها الاضطلاع بمسؤوليات داخل لجان التحكيم بالجامعة. وقد علمنا باعتذار المنصف الشريف وعبد السلام شمام عن تولي منصب الإدارة الفنية للتحكيم قبل أن يبلغنا أخيرا أن يونس السلمي أصبح من الأسماء المرشحة بقوة لشغل هذا المنصب نظرا لسبق تحمله المسؤولية. في المقابل أتانا مؤخرا أن الحبيب ناني قد يكون الأقرب في أذهان المسؤولين، وذلك لأسباب عديدة أولها الشعبية التي يحظى بها الرجل لدى أغلب الحكام والمراقبين وخاصة لدى حكام تونس الوطن القبلي حيث ترك أفضل الانطباعات عندما عمل على رأس اللجنة الجهوية للتحكيم، ثانيها عمق اطلاعه واتساع صدره للرأي المقابل فضلا عن تمرسه في التسيير الجامعي إلى جانب السلمي وبن ناصر وكريم وشمام قبل أن يصبح مؤخرا المسؤول الفعلي عن التعيينات. فإذا أضفنا إلى ذلك قلة احتكاك الرجل بمسؤولي الأندية تبعا لعمله ببني خلاد وما عرف عنه من استقامة وشجاعة، فإننا نفهم رجحان الكفة لفائدة الحبيب ناني.على كل فمن الراجح أن الحكام الذين أملوا في تعيين رجل من خارج قطاع التحكيم على رأس إدارتهم لن يمانعوا في تسمية ناني لأنهم عرفوا عنه العدل بينهم وعدم الكيل بمكيالين خلافا لبعض مسؤولي اللجان الجهوية وجل رؤساء اللجان الفدرالية المتعاقبة. صحيح أن فكرة تسمية العقيد الخميري لاقت استحسانا عند الحكام أملا في شيء من العدل يسوقه شخص فوق التكتلات والتحالفات والمعاملات لكن ناني في رأي الكثيرين لا يختلف عن الخميري في هذا الجانب، عدا أن ناني من قدامى الحكام وربما بذلك فاق صاحبه حظا وحظوة. فإن فهمنا هذا الاعتبار فما لا نفهمه في المقابل هو هذا التمطط الممل لمسلسل «من يكون المشرف الأول عن قطاع التحكيم»؟ ما يجعلنا نتساءل ألا يعلم مسؤولو الكرة في بلادي أن المشرف على التحكيم مهما كان إسمه في حاجة إلى إعادة ترتيب البيت التحكيمي هذه الصائفة حتى لا تباغته انطلاقة الموسم سريعا فيتركز اهتمامه على التعيينات وانتقادات الأندية وتقارير المراقبين عوضا عن الشروع في الإصلاح الجوهري للقطاع بدءا باجتثاث المحاباة في التعيينات وتلبية المطالب المادية للحكام! نقول ببساطة لأهل القرار والله يعلم أن لا ميل عندنا لهذا أو لذاك ما دام كل من الرجلين يصلح للأمر، فلتعجلوا بتسميته ما دام الوقت سانحا ولا تنتظروا بداية الموسم لتلقوا بالمسكين على عجل بين فكي بطولة مفترسة ثم تحاسبوه أعسر حساب، أتخالون أن له عصا ساحر أو بأس جبار ليصلح في أيام ما أفسدته سنون؟؟