يعيش النادي البنزرتي على امتداد شهر كامل فراغا تسييريا بعد انسحاب الهيئة التسييرية، وبعد تأكيد السعيداني عبر قناة تونسنا ما كان قد ذكره في بلاغ سابق ، وهو أن مهام تسيير الجمعية هي من مشمولات الهيئة التسييرية ، وجدد دعوته لها بتحمل مسؤولياتها ومواصلة الإشراف الإداري والمالي على الجمعية، لأنه وإن كان الرئيس الشرعي والمنتخب للنادي ، فإنه ليس الرئيس الفعلي. وقد قوبل تصريح السعيداني كسابقه بالتجاهل الكلي من قبل الهيئة التسييرية، وبدا رئيسها سمير يعقوب متمسكا بالتزام الصمت الذي قطعه على نفسه إثر الشريط المسجل الذي قدمه يوم 10 أفريل المنقضي ، وقال عنه إنه التوضيح الأخير. صيحة في واد ونتيجة لذلك أصبح الغموض هو سيد الموقف ، وتعمقت حيرة الأحباء وهم يرون جمعيتهم دون رئيس : رئيس شرعي يقول إنه ليس الرئيس الفعلي ،ورئيس هيئة مؤقتة أعاد "الأمانة" إلى أصحابها بعد توقف نشاط البطولة إلى اجل غير مسمى ، وربما يتجاوز الأجل النهائي لصلاحيات التفويض . وأكد أنه لن يستلم هذه المهام من جديد، بل وأكثر من ذلك لم يخف ندمه على قبوله يوم 6 مارس الماضي بهذه المهمة. هل يقتدي نائب الرئيس بسعيد لسود أومسطاري الغربي ؟ وأمام التقابل الشديد في هذين الموقفين، وحتى لا تبقى الجمعية تائهة في مهب الريح يتساءل بعض الأحباء لم لا يتولى نائب الرئيس أيمن الزين مسؤولية رئاسة الجمعية مؤقتا كما ينص عليه القانون حتى يتفرغ رئيس النادي لمشاغله في الظرف الراهن، خصوصا وهو الأدرى بشؤون الجمعية وملفاتها وقضاياها ؟ وفي الحقيقة فإن هذا السؤال يبدو منطقيا ، وتاريخ النادي البنزرتي يقدم على الأقل نموذجين ناجحين لمثل هذه الحال، ويجسد الأول الأستاذ سعيد الطاهر لسود الذي انتخب عام 88 نائبا لرئيس النادي المنصف بن غربية آنذاك ، لكن بعد فترة قصيرة تم تعيين بن غربية واليا بالمهدية، وهكذا وجد سعيد لسود نفسه رئيسا للنادي ، وهو في ال35 من العمر تقريبا، فتجند للمهمة بكل شجاعة ومسؤولية رغم أن الفريق كان ينافس على كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، وكان التتويج التاريخي في 3 ديسمبر 1988 بالكأس القارية. ويقدم لنا تاريخ النادي مثالا آخر، وذلك في جانفي 2011، عندما تولى الدكتور مسطاري الغربي ، لما كان نائب رئيس ، مسؤولية تسيير النادي خلفا للرئيس المنسحب سعيد لسود، ونجح في قيادته إلى بر الأمان رغم صعوبة الوضع، والإعداد للجلسة العامة الخارقة للعادة ثم الجلسة العامة الانتخابية التاريخية التي تولى إثرها المهدي بن غربية رئاسة النادي في 12 أفريل 2011. فهل يقدم أيمن الزين على تحمل مسؤولية تسيير الجمعية ، ولم شمل الاشرة الرياضية ببنزرت للخروج بالفريق من دائرتي الشك والفراغ ، والابتعاد بها عن مناطق الخطر ، وهو ما سيسجله له تاريخ النادي؟