من الواضح أن التغيير على رأس إدارة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعين مع تولي السيناريست والمنتج محمد حفظي رئاسة المهرجان قد أحدث حيوية على بعض فعاليات المهرجان فشهدت إقبالا أفضل على مستوى الحضور الجماهيري وحسب ما أعلن عنه رئيس الدورة الأربعين فإن عدد المواكبين لبرمجة القاهرة السينمائي هو ضعف عدد جمهور الدورة السابقة غير أن هذا الاقبال للأسف لم يقع استثماره جيدا مع قرار المهرجان بإلغاء جائزة الجمهور، التي سبق وأعلن عنها مع بداية الدورة الأربعين ولئن أرجع القائمون على القاهرة السينمائي سبب الإلغاء إلى الصعوبات التقنية التي تسببت في ضعف التصويت إلى أن اتخاذ قرار الإلغاء قبل الاختتام بساعات قليلة لم تكن خطوة موفقة وكانت وراء بعض التأويلات والتكهنات التي قد تضرب بمصداقية الجائزة رغم اعلان محمد حفظي تمكسه بهذه الحائزة في الدورات قادمة والسعي لتطوير عملية التصويت. الفعاليات المستحدثة في القاهرة السينمائي (20 إلى 29 نوفمير المنقضي) على غرار «عروض منتصف الليل» (المخصصة لأفلام الرعب والخيال العلمي والحركة) والتي برمج ضمنها الفيلم التونسي «دشرة» لعبد الحميد بوشناق، قدمت نوعية مغايرة من الأفلام لذائقة فنية لم يتعود عليها القاهرة السينمائي ولئن لم تحقق هذه الفعالية حضورا كبيرا على مستوى الترويج الاعلامي إلا أن برمجتها شملت أفلاما تستحق المشاهدة ومن المنتظر في صورة تواصل الفعالية مستقبلا أن تحظى بمكانة أفضل في الخيارات المشاهدة لدى جمهور القاهرة السينمائي. الجانب المضيء في القاهرة السينمائي والذي يعد بالكثير في مجال صناعة السينما خاصة مع رئاسة أحد أبرز المنتجين في المنطقة للمهرجان هو ملتقى القاهرة السينمائي لدعم مشاريع الأفلام في مرحلتي التطوير وبعد الإنتاج والذي أثمر في دورته الخامسة تتويج مشروعين من تونس هما «قص الرأس» للطفي عاشور في مرحلة التطوير و«قبل ما يفوت الفوت»في مرحلة ما بعد الانتاح وهو من إخراج السينمائي الشاب مجدي الأخضر وإنتاج محمد علي بن حمراء. وقد تكونت لجنة التحكيم ملتقى القاهرة السينمائي 2018 من المنتج المصري جابي خوري، المنتجة التونسية درة بوشوشة، والسينمائية الفلسطينية آن ماري جاسر. فتوى بعد التانيت.. حضيت تونس بحضور لافت في الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي فإلى جانب وجود كل من ظافر العابدين وعائشة بن أحمد في لجان التحكيم حصد الفيلم التونسي «فتوى» للمخرج محمود بن محمود وصاحب التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية 2018، جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي ضمن مسابقة أفاق للفيلم العربي والتي ترأس لجنة تحكيمها السينمائي الفلسطيني السويدي محمد القبلاوي. ونالت المتوجة بالتانيت الذهبي للفيلم القصير 2018 التونسية مريم جوبار جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير عن شريطها «إخوان». الفيلم المصري «ورد مسموم» والذي لا يحظى بدعم كبير من بعض الأوساط الفنية تحت تعلة تشويهه للواقع المصري والمبالغة في تصوير السلبيات فقد أنصف من قبل لجان تحكيم القاهرة السينمائي ونال أحمد صالح فوزي بفضل فيلمه الطويل الأول «ورد مسموم» ثلاث جوائز مهمة هي «أفضل فيلم عربي» في مسابقة آفاق السينما العربية، جائزة صلاح أبو سيف لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الأممالمتحدة لشؤون السكان. «ليلة الاثني عشر عاما».. من جهته توج الفيلم اللبناني «رحلة الصعود إلى المرئي»، للمخرج غسان حلواني بجائزة فتحي فرج لأحسن إسهام فني وذهبت جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم إلى شريط «أجا» للمخرج ميلكو لازاروف وهو إنتاج مشترك بين بلغاريا وألمانيا وفرنسا. وضمن جوائز المسابقة الدولية، حصل الفيلم الفيتنامي «الزوجة الثالثة» على جائزة أحسن إسهام فنيوكانت جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو لفيلم «طيور المعبر» عن سيناريو لماريا كاميلا آرياس وجاك تولموند فيدال. أمّا جائزة أحسن ممثلة فكانت لصوفيا ساموشي عن الفيلم المجري «ذات يوم»، وتوج الممثل المصري شريف الدسوقي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم المصري «ليل خارجي». وحظي بجائزة الهرم البرونزي لأحسن فيلم الشريط البريطاني «طاعة» للمخرج جايمي جونز، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن مخرج مناصفة بين فيلم «مانتا راي» إخراج بوتيفونج أرونفينج وفيلم «دونباس» إخراج سيرجي لوزنتسا. وكان فيلم «ليلة الاثني عشر عاما» للمخرج ألفارو بريخنر، العمل الأوفر حظا في ظل منافسة شديدة لتميز جل أعمال المسابقة الدولية فحصد جائزة الهرم الذهبي لأحسن مخرج وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسى).