يتواصل اعتصام معبر رأس جدير للأسبوع الخامس على التوالي، ويتواصل معه توقف كل أشكال المبادلات بين الطرفين التونسي والليبي هناك. في نفس الوقت ونتيجة لشجار جد بين عدد من المسافرين على مستوى معبر ذهيبة وازن توقفت حركة المرور على الجانب الليبي نهاية الاسبوع الماضي تواصلت لثلاثة ايام على التوالي، لتعود تدريجيا وبصفة غير مستقرة منذ يوم امس. وضع مقلق خلف الكثير من التململ وعدم الرضا في جهة بن قردان خاصة ان نسبة هامة منهم يعتمدون على الجانب الليبي كمصدر اساسي للرزق وتوقف الحركة التجارية على مستوى المعبرين في نفس الوقت يعني في جانب كبير غلق شريان حياة بالمنطقة. واعتبر محمد لملوم كاتب عام مساعد بالاتحاد المحلي للشغل ببن قردان، ان التدخل والمساعي الرسمية التونسية غير كافية والظرف يتطلب تدخلا اكبر من الجانب التونسي من اجل حلحلة الوضع واعادة الحركة التجارية بين الجانبين الى سالف عهدها. وذكر في نفس الاطار ان هناك مساع الى عقد جلسة تجمع كل من بلدية بن قردان ونظيرتها ببلدية زوارة الجانب المسيطر على معبر راس جدير من اجل تباحث اتفاقية تيسر عمليات التبادل التجاري بين الطرفين وتجد حلا نهائيا لمطالب التجار التونسيين المقدمة منذ اكثر من الشهر. واكد ان المعتصمين منفتحين على جميع المقترحات والحلول الكفيلة بتحسين اليات العمل على المعبر من الجانب الليبي. ويذكر في الاطار ان اعتصام التجار التونسيين قد انطلق على خلفية احتجاجهم على سوء المعاملة التي ماانفكوا يتعرضون لها من الجانب الليبي في تنقلاتهم فضلا عن تواصل فرض الجانب الليبي لضريبية ال30 دينارا التي سبق ان فرضتها ثم تراجعت عنها الدولة التونسية وتشديد الرقابة والحصار على التجار التونسيين الامر الذي عسّر عليهم تمرير منتوجات وبضائع (البنزين مثلا) والتي تعد اساس المبادلات التجارية التي يعملون عليها. ونبه لملوم في حديثه ل»الصباح» الى ضرورة ان ياخذ الجانب التونسي بعين الاعتبار في تفاوضه مع الجانب الليبي الطرف المسيطر على المعبر، فمثلا بالنسبة لمعبر راس جدير الامر مرتبط بمدينة زوارة. ودون ذلك لن يحقق اي نتائج. في نفس الوقت عبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيان له عن قلقه ازاء الوضع في بن قردان وتواصل غلق معبر راس جدير كما استغرب «الصمت الحكومي وبطء التحرك الرسمي لإيجاد حلول قبل ان تتعقد الوضعية» خاصة ان الاحتجاجات والتحركات قد طالت كثيرا وحالة التململ وعدم الرضا في بن قردان يتجه نحو المراكمة. وذكر المنتدى في نفس الاطار ان الوضع في ولاية مدنين قد جعل الاتحاد الجهوي للشغل يعلن عن اضراب عام يوم 29 اوت الجاري بعد عدم التزام الحكومة بالتعهدات التنموية في الجهة. ومعبر راس جدير الذي يعد من ابرز النقاط الحدودية التونسية يمثل منفذا لجزء هام من الشباب العاطل بولاية مدنين ولمدن الجنوب الشرقي والغربي بصفة عامة ويصنف على انه الاهم في تونس اذ تصل معدلات العبور فيه الى 2000 وسيلة نقل في اليوم وما يميزه عن بقية المعابر هو العدد الكبير للمسافرين في الاتجاهين نسبة كبيرة من المواطنين في البلدين يعيشون من التجارة الذي يصل في ايام الذروة الى ال9 الاف مسافر.. ويختص راس جدير بحركة تجارية عالية مع الجارة ليبيا تجاوزت قيمتها سنة 2016 الألف مليون دينار.